د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

مفارقات المرحلة.. رئاسة قوية وحكومة ضعيفة مترهلة.!

Thursday 14 April 2022 الساعة 09:18 pm

بناءً على الأولوية العسكرية للمرحلة اليمنية الراهنة. يراهن الشعب اليمني على المجلس الرئاسي، في إسقاط الانقلاب، واستعادة الدولة والأرض التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية.

لكن هناك أولوية لا تقل أهمية، وهي أولوية الاقتصاد والحياة المعيشية للشعب، الذي عاني وما زال يعاني الأمرين، بعد سنوات عجاف مريعة هي الأسوأ في تاريخ اليمن الحديث.

هذه الأولوية يلزمها حكومة جديدة قوية قادرة، بنفس الكيف والدرجة، بينما الحكومة الحالية من بقايا الجثة المهترئة للقيادة السابقة، وهي الحكومة الأضعف في تاريخ الحكومات اليمنية على الإطلاق.!

لا شك. كان تغيير القيادة السياسية بمثابة محاولة إنقاذ لحالة شبه ميئوسة، فخلال السبع السنوات الماضية، كانت الحالة اليمنية تنحدر من سيىء إلى أسوأ في مختلف الجوانب، وعلى كل المستويات.

والأفضل في الأمر، أن المجلس الرئاسي، يتألف في معظمه، من شخصيات أمنية وعسكرية قوية، على رأس قوى عسكرية ضاربة، ومن فئات مختلفة، ما ينهي حالة الضعف والترهل والتشظي في جبهة الشرعية، ويعزز الوحدة الوطنية الضرورية بشكل حاسم في أي معركة أو قضية وطنية.

لكن العملية تظل مختلة وناقصة، بشكل خطير، لأسباب عدة، منها بجانب الضعف الفاضح للحكومة الحالية، أن بعضاً من أهم الشخصيات الوطنية التكنوقراطية، والشعبية، المعروفة والمؤثرة كرجال دولة من الطراز الأول، ما تزال حتى الآن، خارج عملية الإحتواء.

هذا الأمر يمثل بدوره نقصا مؤسفا في قوة القيادة، وثغرة لافتة في الوحدة الوطنية، وتهميشا غير مدروس للقيادات الشعبية، وإهدارا مكلفا للكفاءات الوطنية القادرة.

حمود الصوفي والدكتور القربي على سبيل المثال الشهير، ولتمثيل المرأة، كتبتُ قبل أيام: إن "توكل كرمان" تستحق أن تكون في مجلس الرئاسة، لكن عدم كونها فيه لا يبرر لأنصارها الزوابع الإلكترونية التي يشنونها ضد المجلس الرئاسي والوحدة الوطنية.

في كل حال لا يتسع المجلس الرئاسي لتمثيل مختلف الكيانات والمكونات الوطنية، لكن بإمكان المجلس الرئاسي ضرب عدة عصافير بحجر واحدة، من خلال تشكيل حكومة جديدة قوية تستوعب ما تبقى من فئات وكوادر وشخصيات قوية قادرة بحجم تحديات المرحلة.