ياسر اليافعي
حتى تتضح الصورة.. هذا ما جرى في مشاورات الرياض
مشاورات الرياض اليمنية - اليمنية اتبعت منهجية واضحة، في كل محاورها.
في اليوم الأول تم تقييم الوضع في اليمن لكل محور من المحاور، واليوم الثاني استعراض التحديات والمشاكل والصعوبات واليوم الثالث والرابع بدأ الحديث عن الحلول للمشاكل.
وكما تلاحظون في جدول الأعمال.. في المحور السياسي تم تقييم الوضع وكان في إجماع على معظم المحاور، حدث خلاف على تحدي إعادة هيكلة الشرعية عندما طرح مقترح أن يكون نائب شمالي وآخر جنوبي، ورفض حميد الأحمر المقترح وقال علي محسن خط أحمر، وطرح تشكيل مجلس استشاري بالمناصفة لمعاونة الرئاسة، وهو ما تم رفضه من قبل معظم الحضور.
كان ذلك في الجلسة قبل الأخيرة حيث انسحب حميد وأعضاء حزب الإصلاح، مهددين بإفشال المشاورات وهو الأمر الذي لا يمكن أن ترضاه دول الخليج العربي ولا القوى التي تواجه الحوثي بصدق.
كان ذلك تقريباً الساعة الخامسة مساءً في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وساد المشهد حالة من التوتر والترقب! غداً الجلسة الختامية ولم يتوصل المحور السياسي إلى اتفاق وهناك تعمد بإفشاله.
والجميع يعلم أن هذه المشاورات لا يمكن أن تفشل بالمطلق ودول الخليج والمجتمع الدولي طرح فيها كل ثقله، وبالتالي لا يمكن أن يتم السماح للفاشلين والانتهازيين بإفشال فعالية مثل هذه.
في نفس اليوم تم استدعاء عدد من المتشاورين في المحور السياسي من كل التوجهات، وذهبوا جميعهم للجلوس مع القيادة السعودية ممثلة بسمو الأمير محمد بن سلمان وسمو الأمير خالد بن سلمان، وكانت اللقاءات من بعد صلاة المغرب تقريباً إلى قرب أذان الفجر، ليخرج الجميع بالتوافق حول مجلس القيادة الرئاسي وسمعنا خطاب التفويض من الرئيس هادي التاريخي.
إيش صار؟ وإيش حدث خلال هذه الجلسات؟، لا نعلم، كلما نعلمه وأشرنا إليه أن دول التحالف قررت طي صفحة هادي وعلي محسن وهذا ذكرته في تعليقي أثناء افتتاح المشاورات عندما غاب عنها هادي ومحسن.
في الجلسة الختامية حدث أمر آخر كاد يؤدي إلى إفشال المشاورات، عندما تم استبعاد ذكر القضية الجنوبية من البيان بفعل فاعل، وأصر الفريق التفاوضي الجنوبي أن تبقى هذه العبارة مثل ما هي، أو يتم الانسحاب من الجلسة الختامية.
تدخل (رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي) الزبيدي وتواصل شخصياً مع المسؤولين في الأمانة العامة لمجلس التعاون ومع خالد بن سلمان، وتم إعادة العبارة قبل بدء الجلسة بدقائق.
بذل فريق التشاور الجنوبي جهودا كبيرة وصبروا وصمدوا حتى تمكنوا من اعتماد إطار لقضية شعب الجنوب، وللأمانة كان هناك تعاط إيجابي من قوى وشخصيات شمالية مشاركة في التشاور.
وفي المجمل هناك أطراف تنشر إشاعات كثيرة وللأسف معنا أغبياء يحققون لهم أهدافهم.
تذكروا الوثيقة التي نشروها أول يوم من بدء المشاورات والتي قالوا إن الانتقالي تخلى فيها عن القضية الجنوبية، وتداولها ناشطون جنوبيون على نطاق واسع على أنها حقيقة، ولعنوا قيادة الانتقالي والمشاركين في مشاورات الرياض واتهموهم ببيع القضية مقابل ثمن بخس!
وطبعاً سربت بذكاء وتحمل شعار مجلس التعاون والعلامة المائية للمجلس، وكان الهدف منها إثارة الشارع الجنوبي لإفشال المشاورات وتقف خلفها جهات سياسية مرتبطة بالحوثي.
وحتى بعد الإعلان عن البيان الختامي هناك وثائق مختلفة تتسرب تحاول تثير أبناء الجنوب، بالتزامن مع حملة يقودها إعلاميون وناشطون تحرض أبناء الجنوب على قيادتهم والانتقاص من الانتصارات التي تحققت في الملف السياسي وكل ذلك بهدف خدمة الحوثي وإفشال التوافق.
لذلك احذروا من تداول الإشاعات ولا تكونوا معول هدم، قضيتكم اليوم صارت تتقدم الصفوف وتحتضن الجميع بعد أن كان يتم استغلالها من قبل قوى النفوذ وعبر أدوات ضعيفة لتعميق فسادهم ونفوذهم في الجنوب.
في الأخير سيفشلون جميعهم وما يصح إلا الصحيح والدماء الجنوبية لن تتحول ماء ولن تذهب هدراً والأيام بيننا.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك