لو أننا نجعل الهوية الوطنية مظلة جامعة لكل الهويات.
لو أننا نتمكن من إجبار الجماعات الدينية أن تتحول إلى أحزاب وطنية سياسية برامجية، لو أنهم ينعتقون من فكرة الحاكمية -بشقيها الخلافة والإمامة.
لو تخلصنا من هيمنة فكرة ضم الفرع إلى الأصل جغرافيا.
لو تجنبنا فكرة عبادة الحاكم الضرورة والقائد الضرورة.
لو نعلم أولادنا في المدارس بأنناء أبناء من سجدت له الملائكة وكفى بذلك فخرا للناس أجمعين ابتعين اكتعين أبصعين.
لو أننا نجعل خلقنا القرآن بعيدا عن تحميله بالروايات التي تحرفه عن مواضعه.
لو انغرس فيهم بأننا متساوون لا تفاضل بيننا إلا يوم القيامة لقوله سبحانه: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
لو أننا أمنا أن الله لم يعط سلطة دينية لإنسان على أخيه الإنسان مهما علا كعبه في الدين.
لو أننا نقرر مصيرنا بأيدينا؛ لو أننا نؤمن بأن السلطة سلطة الشعب وحده؛ وليس لأصحاب المذهب الحق في إقحام ما يعتقدونه في السياسة، ولا أصحاب الجغرافيا الحق في ضم الفرع وإلحاقه بأصله المزعوم.
لو أننا نعلم بأن في الوحدة قوة ورخاء ورفاهية للشعب.
لو أننا نؤمن بأن الوحدة لا تتم إلا بالرضا والتوافق والمصالح الاقتصادية المشتركة.
لو أننا -كما قال نزار:
لم ندفن الوحـــده فى التراب!!
لو لم نمزق جسمها الطرى بالحراب!!
لو بقيت فى داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب!!!
لو أننا نحتكم إلى الصندوق عن طريق انتخابات حرة ونزيهة!!!
لو أننا لم نختزل الأوطان في حكامنا!!
لو أننا لم نضخم حكامنا ولم نرفع شعار بالروح بالدم نفديك يا عبدالسطيح يا عبدالخبير!!
لو أننا نلجم أنصار الزعامات الكرتونية؛ لو أننا ندوس على تجار الحروب بالأقدام.
لو أننا لم نعبد حكاما معتوهين..!!
لو أننا نفعل ذلك لعلمنا أننا خلقنا في وطن لنعيش فيه لا لنموت من أجله!! ولما قتل اليمني أخاه وهو يظن أنه يحسن صنعا.
لو أننا فعلنا ذلك لما أصبحنا في هذا الوضع المزري والمرعب والمخجل والخطير.
لو أننا نفعل ذلك لتدفقت الدماء الحارة إلى عروق السياسة!!
ولتحركت عجلة التنمية!!
ولتحقق التطور والتقدم والازدهار والتعايش، ولحصنا الجيل والأجيال القادمة من دجاجلة الدين وتجار الحروب، ولما خرج علينا أي مدع للحق الديني الثيوقراطي، بل ولخجل أن يقول ذلك مجرد قول!!
ولنعمنا أجمعون بالتعايش والسلام والاستقرار في ظل الهوية الوطنية الجامعة لكل الهويات المتعددة.
فالهوية الوطنية سفينة نجاتنا نحن اليمنيين ومن ركبها نجا.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك