عبدالإله الشرجبي

عبدالإله الشرجبي

هادي ومحسن والماضي الأسود

Sunday 08 May 2022 الساعة 08:00 pm

تركة ثقيلة من الفساد والفشل، والعبث في كل المجالات، سواء على المستوى المالي، أو المستوى الإداري حتى على مستوى الوظيفة العامة، تسبب بها هادي ومحسن في ماضيهما الممتلئ فسادا، وظلمة، وسوادا.

لقد ضج أتباعهما الدنيا وتغنوا بمنجزات متعثرة، وماض أسود، وحاضر مؤلم، وملفات تحمل القبح والشر، وهي تركة ثقيلة سيواجهها  المجلس الرئاسي في قادم الأيام.

وعلى المجلس الرئاسي التعامل بجدية، وحزم، وشدة، مع كل الملفات، الأمنية، والاقتصادية،  والسياسية.

 نعم رحلا ومضيا إلى مصيرهما غير مأسوف عليهما تاركين خلفهما كل خيبات الفشل الذي كان ملازما لهما ملازمة الظل لصاحبه طيلة سنوات كانا في هرم السلطة.

 نعم.. رحيل يؤسس لدولة لطالما حلم بها كل يمني، ولحظة فارقة في تاريخ الصراع الذي أحدث شرخا في النسيج الاجتماعي، وتمزقت أواصر الأخوة، وروابط الألفة والمحبة.

ربما يكون رحيلا لتأسيس دولة تلبي تطلعات المواطن المغلوب الذي ظل رهينا لسياسات أثقلت كاهل البلاد، وأدوات أحدثت اختلافات لسنوات لولا تدارك الموقف من قبل قيادة التحالف والدعوة لمشاورات يمنية - يمنية أسفرت عن الإعلان الدستوري وتسليم هادي صلاحياته للمجلس الرئاسي الذي يعول عليه كافة اليمنيين في الداخل والخارج للخروج من الأزمة الراهنة التي يعيشها المواطن اليمني في شمال الوطن وجنوبه.

حين نتحدث عن هادي ومحسن نتحدث عن لحظة أسى عاشها الشعب اليمني طيلة عقد من الزمن ودخلت البلد في فوضى وحرب دامية حتى وجدت المليشيات الإرهابية طريقها لتعبث باستقرار البلد، وتنهب خيرات الوطن، وذهبت تقتل، وتختطف، خارج القانون، بعيدة كل البعد عن القيم، والضمير، والإنسانية، وتحول الوطن  إلى مرتع خصب للخارجين عن القانون، وعاش المواطن حياة الإرهاب، الفوضى، والشر، والعنف، لا يستطيع أن يرفع صوته، ولا يحق له الاعتراض على سياسة القمع والإرهاب التي أصبح لها كيان وقوة، في ظل غياب الأمن، وانعدام الاستقرار.

وتحولت المؤسسة العسكرية إلى مجرد كشوفات وهمية، لا علاقة لمنتسبيها بالجبهات، بل الطامة الكبرى أن أغلب الذين في المتارس بدون أرقام عسكرية، بينما تذهب الأرقام العسكرية لأولاد القادة الأكثر ولاءً وقرابة.

وبغير هيكلة حقيقية للمؤسسة العسكرية وإعادة ترتيبها حسب النظام والقانون لن يتغير شيء وسيصبح وضع الجيش في مهب الريح.

كل ما ينبغي فعله من قبل المجلس الرئاسي هو إعادة هيكلة الجيش والأمن، إعادة تضمن بناء قوة حقيقية قادرة على بناء يمن الغد الحديث الذي يتطلع إليه كل أبناء اليمن من شماله وجنوبه، وشرقه وغربه.

فالمتغيرات اليوم بحاحة ليمن حديث يتسع لكل أبنائه، ليحمل الجميع هم اليمن الكبير، بعيدا كل البعد عن سياسة الإقصاء والتهميش والتي كانت قد بلغت ذروتها في عهد الرئيس هادي ونائبه الجنرال.