حسن الدولة
أطفال صنعاء وتداعيات الحرب.. ظاهرة لها ما بعدها
أنزل (الدكتور) وهاج المقطري مقالة في غاية الأهمية، حيث دون ظاهرة تستحق الوقوف أمامها من قبل أساتذة علم النفس والاجتماع في عموم الجامعات.
هذه الظاهرة رغم أنها تتعلق باجتماع أطفال في حي سعوان بأمانة (صنعاء)، حيث قام مجموعة من الأطفال الصغار بالإمساك بقطة صغيرة وفقأوا عينيها وغرسوا في أعضائها وعظامها مسامير وظلوا يقهقهون وهم يشاهدونها تتعذب وتتألم، يقول وهاج إنهم ظلوا على تلك الحال وكأن:
((ما يقومون به هو جزء من لهوهم اليومي ثم تركوها تتعذب ففارقت الحياة بعد يوم واحد!!!
قد يقول البعض إننا لسنا بصدد جريمة حقيقية تستحق الخوض فيها طويلا، لكنني في الحقيقة أراها أنا من زاوية مختلفة تستدعي الوقوف أمامها طويلا!!
ندرك تماما أن للحرب مآلات قبيحة وأن ما تحدثه من خراب في النفوس أخطر بكثير من كل ذلك الدمار المادي الذي تخلفه في المباني الإسمنتية، ولكن حادثة كهذه قد تعطي ملمحا أكثر وضوحا عن الأسباب النفسية التي تقف خلف العديد من الجرائم القبيحة والغريبة التي نشاهدها اليوم ونتعجب من وسائلها الوحشية!!
إذ أن المنطق في حادثة كهذه -لربما رآها الغالبية حادثة بسيطة- المنطق يقول من أن طفلا يمتلك من النفسية المنحرفة والقسوة ما يجعله يتلذذ بفقء عين كائن حي صغير لا حول له ولا قوة ثم يغرس مسامير حديدية في بطنه ويكسر أضلاعه وهو يمارس ضحكه ولهوه غير مبالٍ بتعذيب حيوان أليف صغير بكل بشاعة حتى الموت لهو يتبنى بداخله نفسية منحرفة لإنسان قادم فقد فطرة الرحمة بداخله ولن يجد بعد ذلك صعوبة في الإقدام على ارتكاب أي جريمة بشعة لحظة غضبٍ مسعور..!!
تأملوها وانظروا إلى أبنائكم وبناتكم وقيموا سلوكهم اليوم فهم إنما ما تزرعونه اليوم فيهم...!!))
وما جرى قبل أيام من إقدام شاب على قتل أبيه وأخيه وزوجة أبيه وما نسمع من أخبار مفزعة وجرائم ترتكب بكل برود من قبل شباب تكتفي الدولة في بعضها بالإحالة إلى القضاء ليقول فيهم كلمته، إلا أن المطلوب هو دراسة هذه الظاهرة والوقوف على ما تعكسه أجهزة الإعلام والزوامل وطبول الحرب على نفسية الأطفال وغرس ثقافة العنف وفي ظل محاربة الفنون والموسيقى الترفيهية التي تساعد على منع العنف وتحبب الحياة.
ففي فرنسا تم إدخال الموسيقى في مدارس المواطنين من أصل عربي وحدت فعلا من العنف.
وفي أمريكا ظلت الجامعات تدرس آثار حرب فيتنام على نفوس الجنود الذين شاركوا في تلك الحرب.
وعلينا كيمنيبن أن نعنى بدراسة مثل هكذا ظواهر قد نندم حين لا ينفع الندم ولات حين مناص!!!
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك