جلال محمد
ثورة الشباب في إيران ترعب أتباع الملالي من لبنان إلى مران
اختارت إيران لأتباعها في المنطقة العربية (العراق، لبنان، واليمن) خطة تحويل الولاء من ولاء للوطن والهوية القومية العربية إلى ولاء للمذهبية ثم إلى إيران، وهو ما سمح بخدمة مخططها العام الرامي إلى السيطرة على المنطقة وتجريف هويتها العروبية ونهب ثرواتها وإبقائها -المنطقة العربية- في صراع لا نهاية له، وبهذا نجحت في خلق جماعات ولائية لها بطاعة عمياء ومطلقة، ومهما كان سوء الملالي أو موقف العالم والشعب الإيراني مستاء مما ترتكبه حكومة الخامئي فلن يبادلك أتباع إيران من الحوثيين وحزب الله ومليشيات العراق إلا السب والشتم والدفاع المستميت.
منذ أسابيع أتابع تغريدات الشباب الإيرانيين في منصة تويتر، ونقلهم لمجريات الاحتجاجات الشعبية ضد الملالي في مختلف المدن الإيرانية وانتفاضتهم المحقة في وجه النظام القمعي هناك، وتوضيحهم للعالم كيف تتعامل القوى الأمنية بأسوأ طرق وأكبر قدر من البطش والإرهاب، ولا أعتقد انهم يبالغون فهم الشعب وهم أدرى واعلم بما يواجهونه طوال 43 عاما من مصادرة الحقوق والحريات، والعبث المتواصل بمقدرات الشعب الإيراني ونهبها وتوزيعها على أذرع الملالي التخريبية تنفيذاً لرؤية إجرامية سنها الخميني تحت مسمى ضرورة (تصدير الثورة).
يعاني الإيرانيون الجوع والبؤس وثرواتهم تنهب لتتوزع على الحوثيين وحزب الله ومليشيات العراق وخراب سورية، يحرمون من أبسط حقوقهم، ونفطهم يتحول إلى قذائف صاروخية ومسيرات انتحارية تقتل جيرانهم أبناء الشعوب العربية، وكأن الملالي وأتباعهم قرروا قتل الشعوب في إيران أو في لبنان والعراق واليمن إما بالجوع أو بالقصف والرصاص.
ولعل ما لفت انتباهي هو حجم المعلقين العرب الذين انبروا للرد على تغريدات الإيرانيين المنتفضين ضد الملالي، ووجدت أن 70% من التعليقات هي لمن سخروا أنفسهم للدفاع عن نظام الخامنئي من العرب وهم العراقيون ثم لبنانيو حزب الله ثم الحوثيون على التوالي، والملاحظ أن هناك خوفا من سقوط النظام الإيراني، فلذلك تجد تعليقاتهم جميعها تدعو لسحق الشباب الثائر في إيران، أو الشتم ضد كل من يكشف إرهاب الخامنئي ونظامه، والمضحك أن المعلقين الحوثيين يصرون على الظهور بنفس النغمة التي يمارسونها ضد معارضيهم في اليمن من خلال التعليق بعبارة (مرتزقة، عملاء بني سعود، وكم بيدفعوا لك ال سعود... الخ) يعني نفس العبارات دون أي تحديث أو تجديد، فهم مبرمجون فقط على التخوين وعقلية البيع والشراء، مع أن هناك بعضاً منهم يقول بأنه لا يجوز الدعوة لإسقاط الأنظمة أو التظاهر متهمين أي يمني يروج لحراك الشارع الإيراني بأنه عميل صهيوامريكي، ويساعد في سفك دماء المسلمين!! غير مدركين أنهم شاركوا في تخريب اليمن وإسقاط دولته وسفك دماء شعبه إلا إذا كان الحوثيون وأتباع الخامنئي يرون أن دم اليمني والشعوب العربية عموماً ليس لها حرمة ولا قيمة.
النصر لثورة إيران الشبابية الشعبية، من أجل الكرامة والحياة والحرية، والموت للديكتاتور، عبارات يرددها شعب إيران اليوم، و"إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر". ولا بد أن يستجيب لهم القدر.