محمد عبده الشجاع
حين يتباكى اليمني.. حالة استثناء!!
اليمني إذا أراد أن يقلب المواجع والأحزان على بلده فإنه يفعل ذلك بوطنية عالية وحماس زايد لكن، على يمن ما بين 2012 و2014 ولا يتذكر اليمن قبل هذا التاريخ أبدا ومطلقًا إلا بالسوء والصفحات السوداء والنظام العائلي.
يمضي مصدق نفسه أنه فعلا كان هناك نظام عائلي فقط لأنهم شحنوه يوم شحنوه من الكيبل الرئيسي وجالس معلق على ذلك الحال حتى اليوم، وأي واحد بنفسه شيء يقوم يتذكر ديون جده وجدته، قال لك لا يمكن وإطلاقًا أن يعود النظام العائلي، صنعاء عصية على هذا الكلام.
اليمني إذا أراد ان يمجد أو يمتدح يذهب لأيام الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي -رحمه الله- الذي لم يتجاوز حكمه الأربعة أعوام وهذا ليس تقليلا بقدر ما هي موضة، الجديد اليوم أن القردعي تحول من بطل ثائر إلى قائد مجموعة اغتيال الشهيد يحيى حميد الدين بن الحسين بن علي.
جاء الرئيس عبد ربه منصور ولا عاد درينا النظام في عهده كان عائلي أم كان هادي أم إصلاحي أم برجماتي أم يساري قومي أبيني تعزي لحجي، أم خليط من كل ذلك يعني قهوة بيضاني، وجزعت من العمر عشر سنوات طبيعي سمن على عسل واعتبر الأمر مخاض ل100 سنة قادمة من الازدهار والرفاه!
أما النظام في الشمال فلا يحتاج لتقييم فهو عادل ومدني وحريات ما فيش عوائل خالص، يعني مطعم مختلط والناس سواسية كأسنان التمساح بالضبط والأمور طيبة والبترول موجود والحوافز والإكراميات والعلاوات والقروض والضمان الاجتماعي والخدمات الصحية، يعني الموظف ما عاد يحتاج أو ينظر للراتب لأنه شيء زائد عن الحاجة.
الأهم من كل ذلك أن المقابر منتشرة في كل مكان وأسباب الموت على قفا من يشيل، يعني متى ما حبيت أن تموت ستجد لك غرفة في أقرب مقبرة، تِخطى من نفسك تقبر نفسك بنفسك ولا تخسر حاجة لو زدت أخذت معك الجهال عاد الأمور أحسن تخلص بدل ما ينتظروا دورهم قده مرة واحدة.
اليمني حين يتوجع على دموع رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة وينسى أن هناك أكثر من 20 مليون لهم 12 سنة يبكون ويموتون وأن هناك من بكى قبله وشد شعره وقال يكفي لكن لا حياة لمن تنادي.
اليمني يشغل نفسه بسنوات الضياع وقصص الغرام على ضفاف المسيسبي -طبعا هذا مسلسل تركي- وينسى مسلسل ليالي الحلمية والجحملية وخليجي عشرين وأيام بلحاف وخور المكلا وغازية مأرب.
اليمني وليس كل اليمني ممكن يتقبل معلومات من فهد القرني والحزمي واليدومي والزنداني (العالم الرباني) عن أخبار الطقس والمناخ وهطول الأمطار وظلمات البحر وحركة المجرات ووضع الأجنة في بطون الأمهات، لكنه مش ممكن يقرأ كتابا أو يتوقف عند المدخلات والمخرحات والنكبات السابقة واللاحقة ويتأمل هو فين والحب فين، أقصد البلاد فين.
عاد الأهم والمضحك المبكي اليوم طبعا، أن هناك شريحة واسعة من اليمنيين زعلانيين على وضع مصر ومنتظرين سقوط النظام العائلي فيها من أجل أن يكون هناك نظام عدالة ومساواة ودولة مدنية حديثة مثل حقنا التي في صنعاء.
طبعا سيقول البعض هذا عفاشي مرتزق زعلان على مصالحه وعقاراته وسياراته التي جناها من أيام النظام العائلي، طبيعي بس خفوا علينا شوية وإذا أردتم أن تبكوا ونحن نبكي معكم فهو على حالنا هذا وما ينتظر جيل من المفخخات.