ناجي الحنيشي

ناجي الحنيشي

تابعنى على

هل كنا على خطأ؟

Tuesday 29 November 2022 الساعة 04:30 pm

لا أعتقد ذلك بصورة كلية، التغيير سنة من سنن الحياة يذهب ذاك ويأتي هذا، هكذا الحياة.

كانت مطالب التغيير مشروعة غير أن من تصدروا المشهد وقادوا ما عرف بالتغيير طلعوا أعطل مما كان، فوصل الحال بالناس إلى حالة الرفض والكره لقوى التغيير كون متصدري المشهد لم يظهروا إنجازات جلية ما عدا صورة لفساد لا يقاس.

 فالتغيير تمركز في قوائم تعيينات مدنية وعسكرية وفلوس وإغاثات ومنظمات ومؤسسات واستثمارات ولجوء تحت شعار "الثورة والتغيير واستعادة ام شرعية"..! فيما لا شرعية فضلى تشكل ميزة مخالفة لما كان.

 اللهم قوافل من الشهداء والجرحى بشعارات مخاتلة.. والنتيجة كسب مغريات على حساب التضحيات فيما يمضي تعميق مسار الفساد بصورة غير مسبوقة.

نحن من دعاة الثورة وقاومنا صلف السلطات يومها ولا زلنا، لكن هذا لا ينفي أننا خُدعنا كما خدع عموم الشعب بالشعارات الرنانة، حين اعتقدنا أن مسار التغيير ماض، لكنه هدف وأمل تلاشيا أمامنا كما يتلاشى سحاب الخريف من السماء بفعل عاصفة رياح قوية.

والإشكالية أن ديدن البعض لا زال يلقى له سوقا رائجا ما دام وقد استحوذ على كل شيء.!!

بالمناسبة، لم يدر في المخيلة أن يأتي يوم ويقال ما كان أفضل مما هو سائد، إلا في بلادنا وحال مجتمعنا وذلك بسبب الجشع وتحويل القضايا الوطنية والمحلية الكبرى إلى مشاريع استحواذ وسيطرة.

 لذلك لا غرابة إن دعمنا مجلس القيادة الرئاسي على حساب تجربة هادي ومحسن العقدية، غير أن المجلس "في تلم غليس" لم يبارح ذات الأسلوب السابق، فها هو يمضي وفق التراتبية السابقة، دون أن يتحول إلى أداة جامعة تمثل الجميع، وعوضا عن ذلك تراه قد غاص في ذات البيئة المخصصة للمعاريف والأتباع بكل صلف.

ولا نجانب الصواب إن قلنا ما يعرفهم إلا الزعيم (صالح) رحمه الله، حين قال:

"هم خبز يدي والعجين ما بيقطعوا رباط".

وهذا ما حصل ويحصل اليوم.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك