خليل القاهري

خليل القاهري

تابعنى على

أيوب.. أيها الخيرُ الوفير

Saturday 24 December 2022 الساعة 07:35 am

أن تكون في حضرة أيوب، فأنت لا شك في حضرة الوطن كله، الوطن بأهله وأرضه، وسمائه.

في حضرة أيوب أنت تنهل من منهل الوطنية الخالصة التي لا متغيرات فيها.

•أيوب.. وطنٌ لم تجزئه ظروف الشتات، ولم تغيره تبدلات الأيام، ولم تثنهِ عن وطنيته مغريات الدهر.

هو ذاك الذي تنّسك منذ طفولته بشعائر الوطن وحده، وتعبد في محرابه ولم يزل.

وهو الذي صال وجال وحلّق في سماوات اليمن الكبير، منها يذهب وإليها يغدو.

لم يستجدِ رضىً سوى من الوطنِ، ولم يطلب تمجيداً إلا للشعب، ولم يخلص إلا للتربة والأرض.

بحجم وجوده وحضوره المتجدد المتجذر والمتعاقب لدى الأجيال، يدهشك هذا الرجل الاستثنائي بثباته على وطنيته، ويخجلك بتواضعه ودماثته، واحساسه المرهف.

فلم لا وهو الذي ملأ الدُنا إبداعًا وحباً، ونشر في الأرجاء سعادة، وخلّد في عوالمنا أفراحا تنتصر على سوداوية الأحزان.

مع أيوب يخجل المرء من تواضعه الفطري غير المتصنع وهو الذي تسبقه  وتلحق به وتحيط به الشهرة من كل جانب، بينما "المتنطعون" العابرون، الواهمون، يقتلون أنفسهم غرورا، وكبرياء، ويصنعون ضجيجاً ويمضون في طريق "التقزم"، ليتوهوا بلا وجهة ولا هوية ولا انتماء.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك