في كتابه القيم الموسوم ب:"هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن" يقول السلطان أحمد فضل العبدلي، سنة 1367هجرية: إن سبب التدخل الخارجي بين ملوك العرب أو بين العرب داخل الدوله، أن القوي يبغي على الضعيف فيضطر الضعيف إلى الاستنجاد بالعدو البعيد ضدا على أخيه القريب، مؤكدا أن الأطماع وحب الرئاسة هي رأس كل الفتن، وأن البغي تجاه الأضعف وعدم الإيثار هو العائق أمام تحقيق الوحدة بين الدول العربية.
وهذا يذكرنا بما قاله الرئيس القذافي -طيب الله ثراه، في آخر قمة عربية عقدت في بغداد حين وجه كلمة شكر لأمين عام الحزب الاشتراكي الأسبق نائب رئيس الجمهورية بعد تحقق الوحدة المباركة حين قال له: شكرا للرئيس علي سالم البيض الذي حقق الوحدة اليمنية فهو بطل الوحدة وقد أثبت للأمة العربية أن سبب تأخر الوحدة العربية هو من يتنازل من الرؤساء والملوك والأمراء للآخر، معتبرا أن الوحدة العربية هي قدر ومصير العرب وأن ساعتها آتية لا ريب فيها.
وهذا عين ما قاله السلطان العبدلي، حيث قال -رحمه الله- بأنه لن (يحول دونها تعدد الملوك والأمراء والسلاطين وإنما يحول دونها طمع قويهم على ضعيفهم وبغي غير الشرعي على الشرعي وحب الاستئثار على السلطة بحد السيوف؛ ونفور بعضهم من بعض).
ثم يقول إن عدم الوفاء بالعهود والمواثيق عند الطرف الذي يمتلك القوة داخل الدولة هو الذي يستغل قوته للانقلاب على الحاكم الذي ارتضاه الناس وبالتالي فإنه (لا لوم على الحاكم الضعيف إذا استعان لسلامته واستعادة حكمه بأية قوة من الخارج، بل اللوم على ذلك القوي يخنق أخاه في الدار ويهضم حقه لكي يدخل جارهم القوي بصفته فاعل خير ليرفع الخناق عن الرقبة ويفوز بالسيطرة والصداقة ولا يكتسب الإخوان داخل البلد إلا المنافرة والتفرقة).
هذا النص الذي كتب قبل ثمانين عاما يشخص سبب الحربين الداخلية والخارجية الدائر رحاهما في بلد الحمكة والإيمان.
رحمة الله تغشى السلطان أحمد فضل العبدلي وحسن في الجنة مثواه.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك