منذ فترة تعمل جماعة الحوثي على التحشيد نحو محافظة الحديدة وعمل معسكرات تدريب في المزارع والاحراج المحيطة بالمناطق المحررة، وبصورة غير مسبوقة تتزايد عملية التحشيد وتكثيف الدعاية عبر (دورات ثقافية مكثفة) للمقاتلين التابعين لها، بضرورة استعادة السيطرة على حيس والخوخة تحديداً، وصولاً إلى باب المندب.
لن يتوانى الحوثيون مطلقاً في استغلال أي هدنة إنسانية أو محاولة للتوصل إلى سلام في اليمن، لصالح مشروعهم الدموي، كما لم يتوانوا في السابق من استغلال المساعدات الإنسانية في تحقيق مكاسب خاصة، بالإضافة إلى استخدامهم لسيارات المنظمات الدولية في نقل الأسلحة والأفراد والمؤنة إلى مواقع مقاتليهم، ولهذا ليس غريباً أن يستغلوا الهدنة في الاستعداد لجولة عسكرية دامية، وإعادة ترتيب صفوفهم وتعويض خسائرهم البشرية، فالجماعة لا تعرف سوى لغة الموت وأسلوب التحايل والالتفاف، ولا تفهم سوى لغة السلاح، ولهذا ستعمل كما تفعل اليوم والأمس والغد على استمرار الصراع ودوامة العنف كونها البيئة الملائمة لبقائها، مهما روجت لأكذوبة استعدادها للسلام، فالواقع يثبت دوماً عكس ما تقوله قيادة الجماعة.
وهنا نتساءل هل يا ترى الطرف المناهض للحوثيين، خصوصاً القوات المشتركة في الساحل الغربي تعي حجم التآمر ضدها، وهل هي متأهبة لأي حماقة ومغامرة حوثية قد تحدث في أي لحظة؟! وهل أعدت نفسها ليس للرد فقط، بل للتقدم وبأقل الخسائر، أم أنها غير مدركة لماهية تلك الخروقات الحوثية المستمرة، وهدفها المتمثل في زعزعة الثقة بالنفس وجس النبض والمباغته في أي لحظة.
الحوثي مشروع للموت، فإما أن تكونوا على قدر كافٍ من الاستعداد له كما يفعل هو من خلال التحشيد وإصراره على الحرب، وإما أن تصدقوا لوعود السياسة وجولات المبعوث والوسطاء وتنتظروا حلماً سرابيا اسمه السلام مع الحوثي، وهذا ما لن تجدوه.