نائف حسان
مفاوضات سلام أم مناورة حوثية لتحييد الجيران؟!
عن أي اتفاق سلام تتحدثون والحرب مع مليشيا الحوثي قائمة منذ أيام في مأرب؟!
* * *
"الفصل بين الملف السياسي والملف الإنساني"؛ يَصِرّ الحوثي على ذلك في المفاوضات الجارية، ويستخدم هذا الأمر كمنفذ لإيهام الجيران ومطالبتهم بمبالغ مالية.
الهدف إيهام الجيران والنصب المالي عليهم، أما الحل السياسي فلن يتم.
* * *
الغريب أن هناك أشخاصا يصدقون أن بالإمكان "استعادة الدولة" بمفاوضات، وأن مليشيا الحوثي ممكن تقبل بالسلام، وتعيد الأمور إلى ما قبل انقلابها الذي تم عام 2014م!
ما تفعله مليشيا الحوثي اليوم هو مجرد مناورة للعب على الوقت، ومحاولة لكسب الجيران وتحييدهم.
تريد المليشيا أن تبث الأمل لدى أتباعها والخاضعين لسيطرتها، إضافة إلى تحقيق مكسب سياسي مفاده: أن الحرب ستنتهي كما كانت هي تريد، مفاوضات مباشرة بينها وبين السعودية.
الحوثي لم ينفذ انقلابه للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، بل لإعادة "الإمامة"، وتغيير النظام السياسي والبنية السياسية والاجتماعية بشكل كامل.
السؤال الأهم هو: متى التزم الحوثي بالمواثيق والعهود واتفاقيات السلام؟
* * *
أكثر شيء يريده الحوثي هو الوصول إلى اتفاق بينه وبين السعودية، إذ يظن أنه بخروج الأخيرة من معادلة الحرب والصراع يمكنه أن "يدعس" اليمن واليمنيين ويحكمهم بقوة الغلبة والإرهاب.
قبل أكثر من 50 عاماً، انتصرنا على أذيال "الإمامة" بعد خروج مصر/ عبدالناصر من حرب الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، واليوم، أو غداً، سننتصر مجدداً على أذيال "الإمامة" إذا ما خرجت السعودية من حرب دحر الانقلاب الحوثي وإعادة الانتصار لثورة سبتمبر المغدورة.. هذا قدر ومصير شعب.
وفوق هذا وذاك، تدرك قيادة المملكة العربية السعودية أن المعركة مع إيران ومليشيا الحوثي هي حرب وجود ومصير بالنسبة لليمن والسعودية، وليس لليمن فحسب.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك
