لا تتوانى جماعة الحوثي عن القيام بكل ما من شأنه الإضرار بحاضر اليمن ومستقبله، حتى ولو كان على حساب الأطفال، لتؤكد بذلك ما تداوله الآباء والأجداد للمعاناة التي عاشوها في عهد الإمامة البائد والذي تمضي على نهجه هذه الجماعة القادمة من ظلام التاريخ والنوايا والأفكار.
واليوم مع عودة مخلفات الإمامة وسيطرة جماعة الحوثي عادت عهود البؤس والحرمان، وعادت معهم الأمراض والأوبئة، جنباً إلى جنب مع تدمير عوامل وأسباب مواجهتها، عبر منهجية التجهيل والإفقار الشامل.
ونتيجة لممارسات الجماعة الحوثية ضد اللقاحات بمختلف أنواعها، وتعميمها على أتباعها أولاً ثم على عموم اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، أصبحت اللقاحات رسمياً "خطراً يهدد البشرية"! حيث أقيمت فعاليات وسُخر الإعلام لتضليل المجتمع بشأن اللقاحات، لا سيما تصريحات لمسؤولين في أعلى مراتب الجهاز الإداري المختطف بيدها.
على الرُّغم من أن البعض -ممن يضللون المجتمع- هم على مستوى عالٍ من التعليم والتأهيل، والبعض منهم متخصصون في الطب ومكافحة الأوبئة، إلا أن صوت الظلام والتجهيل هو الأعلى، وإرادة جماعة البؤس الحوثية هي الماضية، إلى درجة وجود متخصصين يعلنون تراجعهم عن آرئهم، بل ويدَّعي أحدهم أنه صام شهرين متتابعين تكفيراً عن أخطائه (حثِّ السكان على تحصين أطفالهم من الأمراض الوبائية)!!
لا تريد جماعة الحوثي لأطفال اليمن أن ينجوا منها بأي حال من الأحوال، فمن لم يلق مصرعه مقاتلاً في صفوفها إثر معركة خاسرة زجت بهم فيها، وجعلت منهم وقوداً لمعارك الخرافات والوهم، لن ينجو من الأمراض والأسقام والمجاعات والأوبئة التي تعصف بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
فالإحصائيات تؤكد أن 26 مرضاً ووباء عاد من جديد برفقة الجماعة الحوثية النسخة الأردأ من الإمامة.
ويبدو أن الحوثي يسعى لتوطينها جنباً إلى جنب مع المشروع العنصري، في حلف يستهدف الشعب اليمني، ظهرت ملامحه بتدمير ممنهج للقطاع الصحي، ومحاربة القطاع الخاص منه حتى يصبح مستحيلاً على المواطن أن يحصل على أي من خدماته.
أما أبناء الأسر السلالية وقيادات الجماعة ومشرفوها فلديهم مستشفياتهم وتسهيلاتهم، والأمراض المستعصية لهم ستكون طائرات الأمم المتحدة كفيلة بنقلها إلى الخارج.
ويبقى لليمني أن يعيش مصارعاً كل شيء لأجل البقاء، حتى وإن كان خاوي البطن، إلا من "وجبتين"، باعتبار أن "الغداء" وجبة دخيلة، كما أفاد آخر المسطولين الحوثيين مؤخراً..!!!