رغم ما يجري من حراك أممي وإقليمي بشأن اليمن ووضع اللمسات الأخيرة لمسارات الحل عبر ثلاثة ملفات متتابعة تبدأ بالملف الإنساني ثم يليها الاقتصادي ومن ثم جولة تفاوض مختصة بالإطار السياسي العام...!
إلا أن الحوثي يرتب لمعركة جديدة لتعزيز مواقفه وتحقيق طموحه في إخضاع ما تبقى من مديريات محافظة مأرب لسلطته.
ولهذا سوف يبدأ الحوثي بالترتيب لمهاجمة مدينة حريب أولاً وقبل كل شيء كي يؤمن مساره باتجاه مأرب عبر صحرائها باتجاه صافر وسيعمل أيضاً على تحريك جبهاته الثلاث صوب مأرب من غربها وجنوبها ولكن ستكون وجهته الأساسية من خلال جنوب شرق مأرب.
لذلك لن تكون معركة الحوثي سهلة وسوف تتصدى له قوات العمالقة الجنوبية ومحور سبأ التابع لها، لن يحقق اختراقا باتجاه حريب، لكنه قد يستغل الأخطاء، ويفرض حصارا على مدينة مأرب، من أجل فرض أمر واقع بإيقاف إنتاج النفط وتكريره في مصفاة صافر التي تكرر يومياً ما يقارب 20 ألف برميل بالإضافة للغاز.
وهذا خنق تام وإرباك للشرعية سيجعلها تواجه انهيارا كبيرا للعملة والعجز المدوي.
ستكون معركة مأرب قوية ولن يحقق الحوثي اختراقا، لكنه قد ينجح في إيقاف عملية إنتاج وتكرير النفط بصافر والغاز أيضاً..!
مسعى الحوثي هذا هدفه تقديم 80% من عوائد مبيعات نفط وغاز صافر وتوريده لخزينته بالدولار في صنعاء..!
يمارس الحوثي كل هذا في ظل جمود من قبل الشرعية ومواقف هشة، اضافة لعراك على المناصب والانشغال بملف حضرموت والمهرة من قبل البعض، فيما الواقع يقول إنه يجب أن تسلم كل منطقة لأبنائها ويكون أمنها وجيشها منهم..!
عجزت الشرعية الجديدة عن منع دخول السفن عبر ميناء الحديدة مقابل منع الحوثيين لتصدير النفط سابقاً وفرضهم مؤخراً منع دخول غاز مأرب لمناطقهم وسعيهم لمنع إنتاجه وإيقاف مصفاة مأرب عن التكرير...!
هذا حدث بعد دخول شحنات نفط وغاز تحت مسمى "مستوردة" عبر ميناء الحديدة وهي مقدمة من إيران..!
لذلك سوف يركز الأشقاء في المملكة (العربية السعودية) على جزئية مهمة وهي إيقاف التمويل والدعم القادم من طهران للحوثيين عبر ميناء الحديدة.
وهذا ما ستتخذه طهران وهو ما دفع الحوثيين لتصعيد إعلامي كبير والذي قد يليه جولة حربية في قادم الأيام..!
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك