عبدالله الحضرمي

عبدالله الحضرمي

حرب الأموات

Tuesday 13 June 2023 الساعة 09:11 am

تغلق الحرب المأساوية في اليمن صفحات حياة الكثير من الناس يوميًا، فتدفن بساحات القتال الذين تجاهلتهم الحكومة وأخفتهم الميليشيات عن العالم. يذهب الفتيان الصغار إلى الحرب بحثًا عن الماء والغذاء، لكنهم يجدون الموت والخراب.

الحرب في اليمن هي ربما أسوأ حرب في الوقت الحالي، ولكن من الصعب إقناع الحوثيين بتركه يتعافى. هذا يتطلب سنوات من العمل على إقناعهم بأن كثيرا من الأفكار التي يؤمنون بها، مثل التضحية بأرواحهم والقتال في سبيل إلحاق الهزيمة بمعاوية بن أبي سفيان وعودة الإمام علي بن أبي طالب كخليفة للمسلمين، ليست حقائق. كما يجب اقناعهم بأن الجغرافيا لا تتغير وأنه لا يمكن تغيير الأحداث التاريخية. يا للهول.. ما أصعب هذه التجربة التي يعيشها الحوثيون وكم هي مرعبة بشكل لا يصدق. أما أشد عناصرها رعباً أن الحرب الدائرة ليست مواجهة بين السلطات اليمنية الحالية والحركة الحوثية المسلحة بل هي حرب بين الأموات وهذا يصعب كل أمل بامكانية التسوية والحل. الأموات في الأساس لا يتصالحون ولا يتسامحون.

وما هو الحل؟ من المستحيل أن نعرف الجواب الحقيقي، هذا يحتاج لعدة سنوات من الجهود الدبلوماسية والثقافية لإقناع الحوثيين بضرورة تغيير تفكيرهم واعتبارهم من أبناء اليمن واعتبار اليمنيين إخوانهم، لكن حتى ذلك الحين، لا بد من بذل المزيد من الجهود لمنهجيات التدريب النفسي والعقلي لمنح هؤلاء المقاتلين فهماً صحيحاً للواقع الذي يحيط بهم. 

لا توجد سوى هذه الحقائق الواضحة، فإذا خطر ببال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن طرق الباب الأخير وهو باب الإمام علي بن أبي طالب لاقناعه بحقن دماء اليمنيين فإن الإمام الذي توفي في القرن السابع لم يكن له أي علاقة بالنزاع الحالي في اليمن.