اليوم، وفي الهند، باجتماع قمة العشرين أعلن الأمير محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) عن إنشاء ممر اقتصادي يربط الشرق والغرب، من الهند ماراً بالشرق الأوسط إلى أوروبا.
هذا الممر سيربط العالم ببعضه، فالعالم غرب وشرق، والأوسط هي المنطقة الفاصلة، وإنجاز مختلف.
فمحمد بن سلمان يتعالى، يضع بلاده واسطة العقد وانهيارها انهيار للعالم.
هذه خطة محكمة لحماية السعودية والى الأبد، ذكي.
هذا الممر الاقتصادي يشمل ربط الموانئ، ايضاً سكة حديدية من الشرق والى الغرب، وكذلك خط الأنابيب.
ماذا يخطر في بالكم بعد سماع هذا المشروع العالمي؟
يخطر في بالي شيخ المهرة، وسأقودكم لماذا خطر في بالي!
بعد مغادرة الهند سيتحرك محمد بن سلمان الى صلالة العمانية ويستقبله السلطان هيثم بن طارق، برأيكم لماذا من الهند الى عمان؟
سنكمل الحديث، وعليكم العودة قليلاً الى الخلف، وقد كانت نية السعودية مد خط الأنابيب من حضرموت، لولا أن عمان قامت بدعم الشيوخ هناك، على رأسهم الشيخ علي سالم الحريزي الذي قاد هجمة شرسة ضد النية السعودية، وضد مصالح اليمن عموماً ومصالح حضرموت خصوصا، مما اضطر السعودية للتفاهم مع عمان كمنفذ مرور لخط الأنابيب الى البحر العربي بمليارات الدولارات، ووقعت اتفاقاً.
لكن ليس هذا هو الإعجاز، الإعجاز أن الغاز العالمي من تركمانستان وكل دول الغاز مروراً بالخليج سوف يكون مسالاً عبر هذا الخط الذي فقدناه بسبب مناورات شلة "المهرية".
ستتحول عمان الى مركز للعالم الجديد، واسطة الحضور بين الشرق والغرب، وسوف تستفيد بكل حالات المستقبل، من المرور ومن الغاز ومن كونها على خط المستقبل.
وزيارة محمد بن سلمان بعد الهند هي لذات الأمر واستكمال المعجزة.
ستتحول عمان الى سنغافورة الشرق الأوسط.
كانت نية السعودية أن يكون الخط الجديد والإعجازي عبر اليمن، حضرموت - المهرة.
بثمن بخس قاد حزب الإصلاح اليمني حملات ممنهجة، على أن "نية السعودية احتلال حضرموت"!
واستطاعوا وبواسطة قطر وعمان وبدعمهما تحويل الصفقة الى عمان، كل الحملة لصالح عمان.
لنعد الى البداية..
عام 2020 كان القصد من الوجود السعودي هو تأمين المهرة وتوقيع اتفاقية مع الحكومة اليمنية وبناء خط أنابيب لنقل النفط الخام السعودي إلى بحر العرب.
زادت شائعة خط الأنابيب من المقاومة المحلية وأثارت التوترات في المحافظة بين المؤيدين والمعارضين للوجود السعودي وللمشروع وحولوه الى "احتلال" عبر أدوات إعلامية خطيرة..!!
وفجأة، فجأة في عام 2021 عزفت السعودية وتركت المهرة وتبع ذلك بشكل سريع دعوة وزير الاقتصاد العماني سعيد بن محمد الصقري إلى إحياء اقتراح مضى عليه عقود لإنشاء خط أنابيب ينقل النفط السعودي عبر عُمان إلى بحر العرب، تلتها زيارة محمد بن سلمان الى عمان وتوقيع اتفاقية الشراكة.
خسرت المهرة وحضرموت، بل خسرت اليمن هذه المكانة العالمية في قلب الاقتصاد العالمي مقابل أن يربح طيف ما "قناة المهرية" وعنتريات، علي سالم الحريزي، الذي حرم بلاده من المستقبل الباهر.
لقد حولتم الحريزي يوماً ما إلى بطل.
بطل صنعته عمان، من أجل مصلحة عمان، وخسرنا كل شيء، وكسب مختار الرحبي "قناة المهرية".