العميد ثابت حسين صالح
عن زيارة "الزبيدي" إلى الولايات المتحدة
مما لا شك فيه أن زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة هو حدث استثنائي وتاريخي بكل المقاييس.. مهما حاول البعض التقليل من أهمية هذه المشاركة مقابل مبالغة البعض الآخر في الحديث عن سقف توقعاتها ومعظمها كانت تسريبات إما بجهل أو بخبث.
أهمية هذه الزيارة ممكن قراءتها من خلال النقاط التالية:
أولاً: هي أول زيارة له كرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود نضالات شعب الجنوب من أجل استعادة دولته، إلى الولايات المتحدة.
وهذا معروف للأمريكان وللأمم المتحدة وللعالم كله.
وحتى بصفته الرسمية كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، فهو يمثل الجنوب على وجه التحديد.
وهذا كان هدف اختياره من بين بقية أعضاء المجلس الرئاسي إلى جانب رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي.
ثانياً: هي أول زيارة إلى الولايات المتحدة لمسؤول جنوبي رفيع المستوى من الذين يتصدرون نضال شعب الجنوب منذ عام 1994م.
وهي الحرب التي دعمت فيها الإدارة الأمريكية حينها نظام صنعاء لأسباب مرتبطة بتأثيرات الحرب الباردة.
ثالثاً: هذه الزيارة مكنت الزبيدي من حضور أو عقد لقاءات هامة مع رؤساء ووزراء ومندوبي دول عربية وأجنبية.
رابعاً: من المؤكد أن الزبيدي بالإضافة إلى ذلك أجرى في كواليس الزيارة لقاءات غير معلنة وهي الأهم.
خامساً: كانت الزيارة فرصة تاريخية للقاء بالجالية الجنوبية التي استعدت لهذه الزيارة بمهرجان استقبال شعبي كبير للرئيس عيدروس الزبيدي رفعت فيه أعلام الجنوب وشعارات كتبت باللغتين العربية والانجليزية لحث المجتمع الدولي على دعم استقلال الجنوب الثاني واستعادة دولته، وأغلقت فيه شوارع عدة في نيويورك، إلى درجة أحرجت رئيس مجلس القيادة نفسه ومرافقيه من الشماليين والجنوبيين "الوحدويين".
وتعتبر الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة من أكبر وأنشط الجاليات سواء في أنشطتها هناك أو في دعمها للداخل الجنوبي حراكا ومقاومة ومجلسا.
سادساً: هذه الزيارة ستشكل نقطة انطلاق للتواصل والحوارات مع الجانب الأمريكي خاصة والغربي والعالمي عامة.
سابعاً: قد كانت الزيارة فرصة للرئيس عيدروس في التعرف على شخصيات أمريكية وعالمية عديدة..
وهذا ما يسمى حملة العلاقات العامة التي تعتبر جزءا مهما من العلاقات الدبلوماسية والعلاقات بين الدول والشعوب.
وأخيراً، في الوقت الذي نحيي فيه الجالية الجنوبية ونشاطها الملحوظ ومكتب المجلس الذي أصبح ناشطا بشكل قانوني... نؤكد على ضرورة استثمار هذا الوجود الجنوبي المكثف في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وحتى على مستوى الدول العربية لتنسيق الجهود الجنوبية بشكل دائم ومكثف للتعريف بقضية الجنوب لدى صناع القرار ولدى الرأي العام في هذه البلدان.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك