مثلت ثورة 26 حلما كبيرا لمعظم اليمنيين لكنها للأسف تعثرت منذ أيامها الأولى.
أكبر خطأ ارتكبه علي عبدالمغني والضباط الذين قاموا بالثورة انهم سلموا قيادتها لقوى تقليدية متخلفة ليس فقط لا تهمها الجمهورية ولا الثورة، بل وتتعارض أسس الثورة والنظام الجمهوري مع أهدافها ومصالحها.
ولذلك كان من المتوقع أن تفرغ الثورة من مضمونها وان تفشل في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها:
- فبدلا من ازالة الفوارق بين الطبقات، كرستها وإضافت فوارق جديدة بين ابناء المناطق والقبائل وبنت مراكز مقدسة.
- وبدلا من بناء جيش وطني بنت جيشا لا يمثل الوطن كله وإنما جيش تهيمن عليه قبيلة محددة.
- وبدلا من انشاء مجتمع ديمقراطي سلمي دعمت مجتمعا قبليا يهيمن عليه المشايخ، وأصبحت الخلافات داخل السلطة نفسها تحل بالعرف القبلي، وأصبحت أثوار القبائل تذبح كل يوم أمام البرلمان (الديمقراطي).
- وبدلا من قيام وحدة طنية وتعزيز النسيج الاجتماعي بين أبناء الشعب ظهر فيه أبناء وطن من الدرجة الأولى وغيرهم من الثانية والثالثة والرابعة.
وفي كل الأحوال تتلخص عملية فشل ثورة 26 سبتمر في أنها الثورة الجمهورية الوحيدة في العالم كله التي مكنت النظام الملكي الذي ثارت عليه من العودة إلى الحكم من جديد.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك