د. صادق القاضي
جعجعة "حسن نصر الله".. في خطابه الأخير.!
تبعاَ للدعاية الواسعة خلال الأيام الماضية لأهمية الخطاب الذي سيلقيه زعيم "حزب الله" "حسن نصر الله" في خضم الظروف السياسية الملتهبة التي تعيشها المنطقة بشأن حرب غزة.. علق الكثيرون الكثيرَ من الآمال على هذا الخطاب، أهمها إمكانية إعلان الرجل عن دخول كيانه المسلح بشكل شامل في الحرب ضد إسرائيل.
إسرائيل من جهتها كانت تساورها كثير من المخاوف تجاه هذا الاحتمال الذي يعني توسيع دائرة الحرب في المنطقة، وهو ما لا ترغب به أيضا أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عموما، وأكدت عليه كل الأطراف الدولية منذ بدء الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل.
بيدَ أن خطاب الرجل بدد كل هذه الآمال والمخاوف دفعة واحدة، وكما لو كان إسقاطا للمثل العربي: "أسمع جعجعةً ولا أرى طحنا". خلا الخطاب من أي إشارة إلى تحرك مختلف أو موقف جديد لحرب الله، وبغض النظر عن الحشو والحواشي والثيمات التقليدية التي استهلكت الجزء الأكبر منه، فإن المحور الأساسي والهدف الرئيس لهذا الخطاب هو:
• تبرير عدم انخراط "حزب الله"، وبالتالي "محور الممانعة". حتى اليوم في هذه الحرب التي وضعت مصداقيته ومصداقية "إيران". والميليشات التابعة لها في المنطقة على المحك.
وحسب خطاب الرجل. فإنه قد قام بواجبه مسبقا، وإن ما يتوقعه الآخرون منه ومن حزبه، وهو الدخول في الحرب. قد حدث أصلاً منذ 8 تشرين. في إشارة لتلك المناوشات التي يشنها مقاتلوه على مزارع شبعا، وهي مناوشات روتينية يعتبرها الرأي العام العربي فضيحة بكل المقاييس.!
كما اعتبر أن الصواريخ الحوثية البدائية التي تنطلق من صنعاء وتقع في مصر والأردن ويتم إسقاطها، وكذلك تهديدات الفصائل الشيعية المسلحة في العراق.. بمثابة مشاركات عسكرية رسمية. للمحور الإيراني. وتعني قيام المقاومة التابعة لهذا المحور بواجبها تجاه فلسطين، ما يعفيها من الحرج.!
بالغ الرجل في تهويل أهمية وخطورة هذه المشاركات المحدودة، وخطورتها على إسرائيل، باعتبارها شغلت الجيش الإسرائيلي، وخففت الضغط على قطاع غزة، وقدمها كمبرر مناسب وعذر وجيه للتنصل عن مسئوليته ومسئولية محور الممانعة في تنفيذ شعاراته بالدخول بحرب شاملة طالما هدد بها إسرائيل، وزايد بها على الشارع العربي.!
في المحصلة حصر الرجل دور حزبه في هذه المرحلة بالتضامن مع غزة، ورغم تلويحه بأن كل الخيارات مفتوحة أمام حزبه، فقد ربط انخراط حزبه في الحرب بقيام إسرائيل بالعدوان على لبنان، كما لو أن هذا القصف اليومي المحدود الذي تشنه إسرائيل ضد حزب الله، ردا على قصفه المحدود عليها. لا يكفي لدخول الطرفين في حرب شاملة.!.