إن دماء أهلينا في غزة تدعونا كأخوة يمنيين أن نصنع السلام لأنفسنا.
فكل الدمار الذي حل باليمن سببه الصراع على السلطة، وإقصاء الطرف القوي لبقية المكونات السياسية، الأمر الذي سهل لقوى إقليمية التدخل حيث وجدت أنها لا تستطيع تحقيق مآربها إلا من خلال تمزيق نسيجنا المجتمعي واثارة النعرات العرقية والدينية والجهوية ومن خلال ذلك سهل لها تغذية الصراع في اليمن بين أطرافه.
وعليه فإن الأمر يستوجب على القوى المتنفذة والمستقوية بقوة السلاح أن تعلم بأنه لا يستطيع طرف واحد أو طرفان أن يحكما لوحدهما بعيدا عن بقية المكونات السياسية في الساحة.
فاليمن تستوعب الجميع؛ ولا حكم إلا عبر صناديق الانتخابات؛ ولا سلطة لشخص أو طرف.
ولا يستطيع أياً يكون هذا الشخص أو الطرف تحقيق سلام عادل وشامل بدون الأطراف اليمنية الأخرى.
لقد عانى اليمن كله ويلات الحروب منذ حرب صيف عام 1994 التي الغت الوحدة الاندماجية بموجب مخرجات الحوار؛ انها حروب اليمني ضدا على اخيه اليمني؛ حروب خاسرة ومدمرة للوطن؛ والمنتصر فيها مهزوم.
لانها حروب انتقام وانتقام مضاد؛ ما إن تنتهي الأولى حتى تبدأ الأخرى.
فحرب صيف 1994م لا تزال تتناسل الحروب حتى اليوم الى الأسوأ والاخطر "فحرب اليوم حرب الكل ضد الكل".. فالحرب لا تلد الا الحرب.
فقد اصبح تنادي القوى الخيرة ودعاة السلام في كل المنظمات والجماعات التي تدعو إلى وقف شامل ونهائي للحرب وصنع سلام دائم للتفرغ (للبناء والتنمية).
فلقد حان موعد تحقيق سلام الشجعان.
فهذه غزة تباد ونحن مشغولون في حرب طاحنة ومدمرة وممزقة للأرض والإنسان.
فلنبادر إلى منح السلام لأنفسنا في اليمن كل اليمن والعودة إلى طاولة الحوار منطلقين من مخرجات الحوار الوطني والاتفاقات التي سبق التوقيع عليها من قبل المكونات السياسية اليمنية وبناء شراكة وطنية حقيقية لا تستبعد ولا تقصي أحدا ليبني اليمنيون دولتهم الديمقراطية القائمة على التبادل السلمي للسلطة؛ وسيادة القانون ونبذ العنف والاحتراب بين أبناء الوطن اليمني الواحد.
إن كل الاحرار في هذا البلد الذي ابتلاه الله بأبناء عاقين يدعون إلى وقف الاقتتال في كل مناطق الصراع، وعلى كل اطراف الصراع مد يد السلام الى بعضهم في مختلف مناطق اليمن لنحقق سلاما يغمر الارض اليمنية كلها ولا يقصي طرفا او جماعة او حزبا او فئة أو منطقة او جهة وبناء دولة مدنية حديثة وفقا لما ابتغته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي خرج بأعظم وثيقة تلم شمل اليمنيين وتحافظ على نسيجنا المجتمعي.
كما ندعو المحيط الاقليمي الى الكف عن اللعب بالحرب في اليمن لان اضرارها ونتائجها خطر على الجميع ولسوف تطال الامن والسلام الإقليمي بل والدولي.
وعلى كل القوى الخيرة في يمن الحكمة والإيمان ان تتداعى وتسعى جميعا لوقف الحرب في اليمن من خلال الضغط على كل اطراف الحرب والعمل على حل مشكلاتنا كيمنيين بانفسنا بدلاً من تأجيج الصراعات والحروب.
فكفى اليمنيين عبثا بوطنهم وكفاهم تدميرا لمقدرات اليمن وكفاهم سفكا للدماء وازهاقا للأرواح.
إلى هنا وبس أيها العابثون ببلدكم، حققوا سلام الشجعان فاليمن تستوعب الجميع دون استثناء.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك