د. محمود السالمي
اليمن وتداعيات القرصنة غير محسوبة العواقب
اختطاف سفينة مدنية عملية قرصنة وغير محسوبة العواقب، ولن تخدم القضية الفلسطينية بشيء.
التعرض لحرية الملاحة في أهم ممر دولي لن يمر ببساطة، سيدفع اليمن ثمنه، وسيكون مبررا جديدا على المزيد من هتك سيادته والتدخل في شؤونه.
* * *
عندما ظهرت الثورة الإسلامية في إيران في 1979 رفعت شعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل"، وعندما اندلعت حرب الخليج بين العراق وايران وقفت إسرائيل الى جانب إيران!
ففي 1981 ضربت الطائرات الاسرائلية المفاعل النووي العراقي، وفي أغسطس 1985، ارسلت إسرائيل 96 صاروخاً مضادة للدروع من النوع المتطور إلى إيران على متن طائرة انطلقت من إسرائيل، إضافة لدفع مبلغ كبير للإيرانيين وضع في مصرف في سويسرا.
ليس المقصود أن العلاقة في السر بين إيران وإسرائيل سمن على عسل، فمثل ذلك القول يجافي الحقيقة، لكن السياسة مصلحة، حتى وان كانت مع الأعداء.
فقد التقت مصلحة إيران مع إسرائيل في إضعاف قدرة العراق، والتقت مصلحة إيران مع امريكا في ضرب النظامين في أفغانستان والعراق.
* * *
مشكلة العرب كقومية، والسنة كمذهب، في عدم وجود مرجعية، أو دولة محورية أو قيادية، مثل الغرب الذي تقوده امريكا، أو الكنفوشية التي تقودها الصين، أو السلافية التي تقودها روسيا، أو الهندوسية التي تقودها الهند، أو حتى الشيعة الذين تقودهم إيران.
الدول العربية كل دولة رأسها في رأس الأخرى، بل وداخلة معها في تنافس شديد.
وساعد شبه التوازن بين تلك الدول في تعميق التنافس، فالدولة التي لها قوة بشرية أكبر مثل مصر اقتصادها ضعيف، والدولة التي لها اقتصاد أقوى مثل السعودية قوتها البشرية ضعيفة، حتى الآن لا توجد دولة مؤهلة لقيادة العرب أو السنة.
وجود الدولة المحورية مهم جدا لاي أمة او دين، لا سيما في ظل التكتلات التي يشهدها العالم.
الدولة المحورية مثل قطعة المغناطيس الكبيرة تجذب كل القطع الصغيرة التي من حولها وتجعل منها قوة أكبر، ووزناً أثقل.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك