أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

لحظة يازمن..

Saturday 13 January 2024 الساعة 05:14 pm

محمد المساح القلم المسافر على بحر الرمل من الشفق إلى الشروق، عاد من رحلة التيه والأوهام التي امتدت كما لو صارت "لحظة يا زمن" وقد صارت اللحظة عنوان ومحطة يتفيأ ظِلالها ومعه القُراء الذين أدمنوا مطالعة الجريدة من الٱخيرة حيث يتموضع ركناً على اليسار، ومراراً خضع المساح وموقعه على الصفحة لهيكلة بعد أكثر من دورة من دورات التجريف التي عاش القلم يكافح انتشارها واندلاعها في وجوه الناس على أرصفة تتزاحم بالعكفة والمخربين والعسس وأشباه الرجال وقدامى المحاربين وقد صار معظمهم مخفيين قسرياً إما بسبب تفاقم حِدة الأمراض المزمنة والتي كانت تترسب قعر الروح نتاج تحالفات اليمين!

عاش محمد المساح وعلى ظهره المقوس يحمل عيبته كمجذوب سار قبل الرَكب إلى غاياته الإنسانية ولا غير.

وهل عاد المساح الٱن؟

ماذا تقول يا رفيق؟

لا زال هناك يعوم خلف التخوم، يغازل الشفق، ينثر للأمسيات شغفه والحنين، يكتب بحبر دمه 

زمنا جديدا سافر إليه مع القوافل سيراً على الإقدام، ولم يسافر على الأقدام كي 

ينجو من مفاصل العظام التي تكاثرت باعتبارها منجزات الثورة التي أكلت نصف أبنائها.!

يفضي الليل عند المساحين جنوب تعز 65 كم على مسافة ليلة تركضها القافلة من" ذِي يلقان" حيث عاد الهوى وعاد الزمن الذي يلهث خلف أيامه المجذوب.

وقد عاث بنواحي البلاد التي ورد ذكرها في رسالة غرام بعثها المندوب مع ساعي البريد،

تصل الرسالة مدينة التُربة بعد ساعتي زمن، المسافة إلى وسط مدينة تعز الواقعة على خط القوافل وصولاً إلى مفترق طُرق تفرعت من خلالها كتائب وسرايا وخلايا تلاميذ مدرسة الهوية والقضية والوطنية والقومية والعربية والأممية.

كانت هذه المدارس التي تخرج منها تلاميذ ركضوا المدى والمد ليشرقوا خلف المدارر ومعهم بلاد وأرض الجنتين التي ورد ذكرها في الكتاب.

يتحدث المساح كما لو كان مُقلا، بالكاد لا تسمعه حين يحكي ولم يكن يوماً ثرثاراً لكنه المتأمل بعين العاشق والزاهد بروح الصوفي، القانت بمحاريب السمو، القلم المفكر والعقل المُدبر لكثير من تخاريف وتقليعات اليسار ضداً على الأقبية والزنازين والمعتقلات والمنافي والحدود الملتهبة.

عاد المساح يرغي، لكنه  يرغي على السطور ليغرق معه القراء في انثيالات غيوم روحه الدفاق بالتقاطات عاش يوشيها، يلملمها كأصداف بَحرية.

بِحرية روحه الشغف يفاضل بين ما يتقدم وما لا يلزم وما لا يجب وما يُعول عليه وما لا يجب تأويله وتفسيره فوق احتمالاته.

ذهب المجذوب إلى "يَفرُس" وسبق الجميع حينما كتب في "الطريق إلى يَفرس" لينتج نصا نثريا يمتد يغدو مددا يرفد بمزيج اختبارات الحركة الوطنية التي انتمى لها باكراً ليوقد بدمه مواجيد وأسفار لا زالت طي الإخفاء والكِتمان.

محمد المساح صاحب الزمن والقادر على إلتقاطه قبل تشرد اللحظة وتصبح عَقدا وعُمرا، عاد المجذوب يضخ السطور ليرفل ذلك الزهو في الصدور.

عاش يزرع سماء المدينة غَيمة تَعشب في البَر وليس غير يصبح ذلك القابل للتداول كل زمان ومكان.

انحاز للقضية وتناسب عند أعالي النهر أول النبع، روى محمد حديث الهوى والهوى بصدر الرفيق رقيق، شفاف يأسر القارىء والمستمع، من يجروء ليحاوره؟

الذهاب إلى محمد ليس بعيدا، لكنه الزيف يعوي زمن السوشيال ميديا، بينما من شاد الزوايا والأعمدة والأربطة ذهب ليثوى خلف ألف خلف يندب حظ الطريق.!