عمار علي أحمد

عمار علي أحمد

تابعنى على

هل يقرأ الرئاسي والانتقالي رسائل عدن وحضرموت؟

Monday 05 August 2024 الساعة 09:25 pm

ما شهدته عدن بالأمس من تظاهرات غاضبة تضامناً مع المختطف عشال

وما تشهده حضرموت من حراك قبلي ضد محاولات تقاسم ثروتها النفطية

ما هو إلا مؤشر واضح على حجم الغليان الشعبي بالمناطق المحررة ضد الفشل المستمر منذ 2015م في إدارة هذه المناطق أمنياً واقتصادياً وخدمياً.

إلا أن استمرار المعارك ضد الحوثي وتحقيق الانتصارات العسكرية ضده كان يغطي على هذا الفشل حتى التباينات تضيع في خضم هذه المعارك.

حتى جاءت اللحظة المؤلمة بوقف معركة الحديدة باتفاق السويد 2018م وما تلاه من انهيار للجبهات شمالا.. لتنتقل المعركة داخل معسكر الشرعية المناطق المحررة.

وتفجر بعدها الصراع من عدن إلى أبين وصولاً إلى شبوة وسقطرى وتعز، ومعها وصل الفشل الاقتصادي والخدماتي ذروته بحلول 2021م الذي سجل اكبر انهيار للعملة المحلية بالمناطق المحررة ورفع معه درجة الاحتقان الشعبي بالمناطق المحررة إلى ذروته.

إلى أن جاء عام 2022م وساد التفاؤل قليلاً بتحرير مديريات غرب شبوة على يد قوات العمالقة لتتوقف معه سلسلة الهزائم العسكرية في مواجهة الحوثي.

ومع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وطي صفحة الرئيس هادي ونائبه علي محسن وتزايد التفاؤل معه بطي صفحة الفشل والعبث الذي صبغ فترة الرجل ونائبه.. الا أن الأمر عاد الى ما هو عليه بمرور العام الأول، وعاد غضب الناس وعادت الصراعات البينية من جديد الا أنها توقفت في ابريل 2024 بعد ان فجر محافظ البنك احمد غالب المعبقي معركة اقتصادية بوجه الحوثي اعادت توحيد المشاريع المتصارعة داخل معسكر الشرعية وحشدتها خلف هذه المعركة.

تناسى الناس في المناطق المحررة معاناتهم مع انهيار العملة والخدمات، بل تجاهل الناس في عدن عذاب انهيار الكهرباء في ذروة أيام الصيف الحار املاً في انتصار ساحق ضد الطرف الذي خلق هذا العذاب، واملاً اخيراً بأن يجدوا امامهم سلطة حقيقية تفرض هيبتها وسلطتها تقود معركتهم في الحياة من الداخل.

ليأتي الاتفاق المذهل ويقلب المشهد رأساً على عقب، ويسدد صفعة قوية للمواطنين بالمناطق المحررة افاقتهم من احلامهم واعادتهم الى واقعهم الحقيقي، واقع الفشل والمأساة، وتحقن صدورهم من جديد بمشاعر الغضب ضد هذا الواقع، وباتوا اليوم يبحثون عن متنفس لتفريغ هذا الغضب تحت أي لافتة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك