مروان العقيبي

مروان العقيبي

تابعنى على

اليمن.. الرهان الإستراتيجي للتكامل القاري

منذ 6 ساعات و 5 دقائق

خطورة موقع اليمن لا تكمن فقط في التحكم بالممر البحري الدولي.

بل أيضا في التكامل البري الأفرو-آسيوي مستقبلًا.

باتت أفريقيا القارة الأسرع نموًا، ومن المتوقع أن تحقق قفزة عملاقة، اقتصاديًا وسكانيًا.

بحلول عام 2100 ستضم القارة وحدها نحو 40% من سكان العالم.

مع امتلاكها ثروات طبيعية واحتياطي هائل من المعادن النادرة والعمالة الشابة، ستصبح مركزًا صناعيًا عالميًا.

حينها ستغدو الحاجة للربط البري مع آسيا ضرورة ملحًة لتعزيز نمو اقتصادها.

لكن المعضلة أن المنفذ والممر البري الوحيد لأفريقيا مغلق من قبل إسرائيل.

تمنع حدود إسرائيل أي ربط بري بين أفريقيا وآسيا، أو ما  يطلق عليه "التكامل البري الأفروآسيوي".

هناك خياران آخران للربط البري، وهما جسر خليج العقبة وجسر باب المندب.

الممر الأول يربط بين السعودية ومصر عبر مضيق تيران (جسر الملك سلمان) وهو مشروع قيد الدراسة.

استشرفت المملكة المستقبل وأنشأت مدينة نيوم في الضفة الشرقية من المضيق.

وعقب توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد بايدن 2021؛ زار الرئيس الصيني المملكة في 2022 ليستثمر الخلاف.

تحدث الرئيسي الصيني عن استكمال مشروع جسر الملك سلمان في إطار طريق الحرير.

رد بايدن في العام التالي 2023 بإعلان مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

بعدها بأيام حدث هجوم 7 أكتوبر بالتزامن مع أكبر موجة احتجاجات في إسرائيل في أعقاب تشكيل الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا.

على الطرف الآخر -نقطة التكامل المحتمل في باب المندب- انفجرت الحرب أيضًا.

ارتفعت أسهم ممر التكامل الأفرو-آسيوي وبدأت الإمارات والسعودية وقطر في الاستثمار في سواحل مصر.

الجلالة، رأس الحكمة وغيرها، مناطق نائية ولكنها مثل نيوم، ستكون في قلب الممر مستقبلا.

سيبقى اليمن في عمق هذه التجاذبات ويمكنه استخدام هذه الورقة.

السؤال الأهم هو: لماذا لا يضم مركز القرار في اليمن أي خبراء جيوسياسيين؟

رغم أهمية المجال بالنسبة لليمن؟

من صفحة الكاتب على الفيسبوك