عمار علي أحمد

عمار علي أحمد

تابعنى على

الفرق بين جرائم تعز وبقية المدن

منذ 3 ساعات و 51 دقيقة

لماذا نقول إن الجرائم في تعز منظمة من قبل عصابة واحدة، وليست جرائم عادية تحصل في كل المدن؟

الفرق هو تعامل السلطات معها. في عدن مثلاً، حصلت عشرات الجرائم، ومنها جرائم اغتيال، وبالتأكيد بعضها لم يتم القبض على الجناة أو كلهم، لكن ليس ذلك معناه إغلاق ملفها، بل تمضي القضية في مسارها القانوني: من الأمن، ثم تتحول إلى النيابة التي تصدر عريضة اتهام، ثم إلى القضاء ليصدر فيها حكم، حتى وإن كان الجناة فارين كما حصل مع أمجد خالد.

في تعز لا يحصل هذا الشيء. خلونا من موضوع ضبط الجناة؛ مئات الجرائم التي حصلت لم يتم التحقيق فيها أصلاً ورفعها إلى النيابة، ثم إلى القضاء ليصدر فيها حكم يدين الجناة. بل حصل هذا حتى مع الجرائم التي اتهمت عصابة الإخوان أبا العباس وعناصره بارتكابها.

مرة أعلنوا العثور على جثث مجهولة في المربع الذي كان يسيطر عليه أبو العباس، وانتهى الأمر هنا؛ لا كشفوا هوية هذه الجثث، ولا حققوا في الموضوع، ولا أعلنوا شيئاً.

لنأخذ أشهر متهم، وهو غزوان المخلافي وعصابته التي ارتكبت عشرات الجرائم، بعضها أبشع مما تعرضت له الشهيدة افتهان. هل تذكرون الطفل "أيهم" الذي تم تصفيته داخل منزله أمام والدته قبل خمس سنوات من قبل غزوان وعصابته؟

طبعاً، حصل يومها غضب شعبي، وأعلن الأمن ضبط غزوان، وبعد ما هدأت الأمور أفرج عنه. وقبل سنة هرب إلى الحوثيين. وجميعنا نتذكر كم مرة كان يتم القبض على غزوان ويُفرج عنه، وآخر مبرر كان أنه لم يتقدم أحد بشكوى ضده!!

سخافة واستهبال لا حدود له. أيش من شكوى؟ هذه جرائم مشهودة لا تحتاج إلى شكوى، الأمن مهمته يحقق فيها، ثم يحولها إلى النيابة، ثم إلى القضاء ليصدر حكمه سواء تم ضبط الجناة أو لم يتم ضبطهم.

هذا هو الإجراء القانوني إذا كانت فعلاً جريمة جنائية، وليست جريمة منظمة من قبل من يدير الأمن والجيش بتعز. أما غزوان وغيره فمجرد أدوات لها فقط، ولهذا لن يسمحوا أن تُدان هذه الأدوات بأحكام قضائية، وإن حصل فلن يتم تنفيذ هذه الأحكام. كما هو حاصل مثلاً مع بكر صادق سرحان، المحكوم عليه بالإعدام على ذمة جريمة قتل رجل الأعمال الزوقري، ومازال بكر يعيش حراً طليقاً داخل مدينة تعز، يتجول في الشوارع، ويلتقي قيادات الأمن والمحور والسلطة المحلية، عادي جداً.

والآن، قضية الشهيدة افتهان أكبر دليل على هذه السياسة. يتعاملون معها حسب قوة ضغط الشارع؛ كل يوم يسلمون واحداً من المتهمين، وإذا حصل ضغط أقوى سيضطرون لتسليم القاتل.

وبعدين، سيشوفوا: إذا استمر ضغط الشارع ستحول القضية للنيابة العامة، وإذا هدأت الأمور سيتم الإفراج عنهم دون أن يعلم أحد، كما حصل مع غزوان.

يعني نحتاج الآن ضغطاً ومظاهرات حتى يُسلم الجاني. وبعدين ضغط ومظاهرات حتى يحولوا القضية للنيابة، وحتى أيضاً لا يفرجوا عنهم. وبعدين ضغط ومظاهرات حتى تحول القضية للمحكمة. وبعدين ضغط ومظاهرات حتى يصدر الحكم. وبعدين ضغط ومظاهرات، ويمكن ثورة، حتى ينفذ الحكم.

تعز ضحية لعصابة قذرة تديرها عبر مسؤولين وقيادات كمبارس، من المحافظ إلى مدير الأمن إلى قائد المحور.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك