محمود العتمي

محمود العتمي

تابعنى على

المخا كما رأيتها...!

منذ 3 ساعات و 36 دقيقة

بعد أن أجبرنا الحوثيون على مغادرة الحديدة احتضنتنا المخا. كانت كأيّ مرفأ مهجور ومنسيّ تداعبه ذكرى تاريخ مجيد ولكنه رحل.

بقايا جدران عتيقة تأكلها الرطوبة والنسيان.. مئذنة الشاذلي تقاوم الزمن وسط الأطلال.. وميناء يسأل الغرباء مثل عجوز خرِف: أنا موكا.. هل تعرفني؟

في مهمة عمل استمرت عدة ساعات عدت مؤخراً  إلى المخا، والمخا اليوم ليس المرفأ المهجور بل المدينة التي عادت للحياة وبدأت تشق طريقها في كل الاتجاهات. مثل شجرة تمد جذورها في الأرض.

وكأن المخا يئست أن يعود العالم إليها فذهبت بنفسها إليه. شقت طريقاً إلى تعز وطريقاً إلى الحديدة وطريقاً إلى عدن وطرقاً أخرى إلى الجو والبحر.

جئت عبر طريق عدن مروراً برأس العارة وباب المندب. كانت المخا لا تزال بعيدة لكن شعرت بأنني وصلت وجهتي لأن كل شيء بدأ يتغير كلياً.

في باب المندب تبدأ المخا باستقبالك، بالأسفلت الجديد الخالي من الحفر وبالنقاط المرتبة ومنظومة الأمن. يراودك إحساس بالانضباط وتلامس تأثير الفكر المؤسساتي.

داخل المدينة هناك جمهورية مصغرة لملمت جراحها وبدأت تنمو من جديد.. كما ينمو صغار النخل وأعمدة الإنارة على جوانب الطرقات.. دون ضجيج ودون وعود.

ما لاحظته أيضاً هو أن سائق الدراجة النارية في المخا اليوم يضع ضمن وجهاته في توصيل عملائه "مدينة الأبراج"، "المدينة السكنية"، "حي الازدهار" والطرق إلى هذه الأحياء بالطبع أضحت كما غالبية أحياء المدينة، معبدة نظيفة وخضراء. 

استضافني الأخوة في قناة الجمهورية وشاهدت اليمن بتنوعها واختلاف مشاربها، وشاهدت المخا تنبض بالحياة، ومئذنة الشاذلي تكتسي حلة جديدة.

المخا، كما رأيتها، نموذج فريد يستحق الدعم والتشجيع وليس فقط الاقتداء.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك