دفعت زيارة قيادة التحالف العربي إلى ريف الحجرية، جنوبي تعز، نشاطي الأحزمة لإعلان حالة الطوارئ، وإطلاق تحذيرات لهذا وتهديدات لذاك!
لقد سخروا كافة أدواتهم لتناول عديد من القضايا الشائكة في تعز للتشكيك بالمحافظ أمين محمود، واعتبروا تواصله مع المسؤولين السابقين جريمة، ولعبا بالنار، ومحاولة منه لإعادة النظام السابق برعاية التحالف.
ووجدوا في زيارة قيادة التحالف إلى ريف الحجرية فرصة ذهبية لتخوين العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، واتهامه بالعمل المشبوه خارج إطار المؤسسة العسكرية، مستدلين بعدم إبلاغهم مسبقًا بالزيارة الاستطلاعية.
وانقسم كبارهم إلى فريقين لمناقشة أبعاد الزيارة: فالأول، وصفها خطوة متقدمة لتشكيل حزام أمني، وتوعدوا بمحاربتها بـ"الأحزمة الناسفة". والثاني، اعتبرها تنسيقية لإشراك العميد طارق صالح في تحرير غرب وجنوب المحافظة.
وبحكم تناقضهم الإعلامي المجسد لواقع تخبطهم السياسي، فسروا هذه الزيارة على هواهم لاستنفار أنصارهم، وتغليف عدائهم العابر للحدود للتحالف العربي بمزاعم وطنية ومحلية.
في المقابل، يعد مسؤولون وناشطون مستقلون الزيارة خطوة في الطريق الصحيح، وطالبوا قيادة التحالف بإعادة النظر في مواقفهم تجاه تعز بعد ثلاث سنوات من الخذلان بدعوى رفضهم سيطرة تنظيم الإخوان على المحافظة.
بدوره، بادرت قيادة اللواء 35 مدرع لإنهاء الضجيج الإعلامي، وذلك عبر إطلاع الرأي العام عن طبيعة الزيارة، وقال إنها زيارة تفقدية للاطلاع على الوضع الميداني والواقع الإنساني في المحافظة، ومناقشة سبل تقديم الدعم.
ندرك جميعا صدق توجهات المحافظ ويمكن انتقاد بطء الأداء، كما لا يمكن لأحد التشكيك بوطنية قائد اللواء 35 مدرع، ويدرك أغلبنا هدف ترهيب الناس من ثنائية الحزام وطارق البعيدين عن تعز.
بعيداً عن مخاوف المؤدلجين وتفاؤل الحالمين في الضفة الأخرى، إذا لم يقف أبناء تعز مع أنفسهم، وينخرطوا في مصالحة حقيقية لا تستثني أحدا، ستظل المحافظة في وحل الصراعات السياسية والأمنية.
على جميع الأطراف الحزبية والمليشياوية معرفة خطورة استمرار تغييب الدولة لصالح مافيا الفساد والانفلات والإجرام، وعبث التخندقات الانتهازية ضد أي جهود لإنهاء كارثة الحصار بذرائع واهية.
خلاصة القول، ينبغي على القيادات العسكرية دعم جهود السلطة المحلية، وإدراك مصلحة تعز، والعمل الصادق لتعزيز حضور الدولة، والتوقف عن تأجيج المشاكل الأمنية، وجلب الصراعات العابرة للحدود إلى المحافظة.