اتفاق الليلة إنجاز تاريخي - في حال تم تنفيذه- لأنه يعبد طريقا آمنا لاستلام المؤسسات، ويمهد لضبط الأمن، وإنهاء دويلات المليشيات وينزع فتيل الصراع الفصائلي.
ويقطع الاتفاق الطريق على مخططات استجلاب الصراعات الإقليمية إلى قلب مدينة تعز المنكوبة بالحرب والحصار والمجاعة والانفلات منذ ثلاثة أعوام.
والأهم نقل الوحدات العسكرية إلى الجبهات في ضواحي المدينة والأرياف تزامنا مع تنفيذالشرطة خطة انتشار أمني وحظر التجول بالسلاح في الشوارع والأحياء.
وقبل ذلك، يزيل هذا الاتفاق المهم كوابيس ومخاوف القيادات المتصدرة للمشهد التعزي من حملات الانتقام والاجتثاث المدفوعة بالثأرات البينية والاستقطابات الخارجية.
والعبرة الآن الالتزام بوقف إطلاق النار وجدية القيادات في تسليم المقرات الحكومية والخاصة وضبط المطلوبين أمنيا وملاحقة العصابات في جميع أحياء المدينة وأرياف المحافظة.
إذا وجدت نوايا جادة من السلطة العسكرية والأمنية العليا لمساندة السلطة المحلية في تفعيل المؤسسات وتعزيز حضور الدولة سيكون بالإمكان إخراج تعز من مستنقع الانفلات واللادولة.
وأتمنى من المحافظ أمين محمود، عقد لقاءات منظمة ودائمة تضم القيادات العسكرية والأمنية لإعادة بناء الثقة مجدداً بينهم ودفعهم إلى معادوة العمل المشترك بعيدًا عن التخندقات الأنانية.
في هذه المرحلة تتحمل قيادة السلطة المحلية والقوى السياسية الفاعلة مسؤولية الوفاء لتضحيات إنسان تعز، بإخراج المدينة من النفق المظلم وتطبيع الحياة وردم بؤر التطرف ولجم منابر التحريض.
وبلا شك، يجب أن تساند الرئاسة والحكومة الشرعية قيادة السلطة المحلية والشرطة من أجل تحويل الحلم إلى حقيقة، وأثق بتجاوز تعز ورطتها الراهنة بإخلاص خيرة أبنائها لو تغلبوا على الأحقاد والثأرات.