رغم حالة الهدوء والتعايش المصطنع الذي تحاول جماعة الحوثي إظهاره لمن لايزال يثق بها، إلا أن الحقيقة تكشف حجم الكابوس الذي تعيشه والخوف الذي يسيطر عليها تجاه كل ما يصدر عن المعارضين لها.
جماعة تكاد تشك في ظلها، وتبدو متأهبة على الدوام، لا تأمن أن تؤخذ من أبناء الأرض وعشاق الجمهورية، وهي الأعرف بما ارتكبته بحقهم وجعل دائرة هذه الجماعة تصغر وتختنق.
قبل أيام خرج علينا عبدالملك الحوثي، عاشق "الكهف" ينعي تابعا وينصب تابعا آخر، يتحدث عن الجمهورية التي يحقد عليها، ويتشدق بالدستور الذي لا يطيقه، رئيسا بمواصفات الحوثي، وتقنياته مزودا بكاميرة الرصد وذاكرة الماضي، وألوانه متعددة بلون النفاق والحقد والدم، مميزاته صرخة الموت وقرابة النسب من قائد تلك الجماعة.
كان الخوف يكسو وجه عاشق الكهف، تحدث وهو الممل في حديثه، موزعا الاتهام لكل من يعترض على مصائبه.
يعرف الحوثيون مدى تذمر الناس منهم، بل والنقمة التي تمتلئ بها صدور المواطنين خصوصا بعد اغتيالهم للزعيم ورفاقه، ومهما حاولت الجماعة التدثر بالوطنية يظل العقل الجمعي متمسكا بنظرته تجاه الحوثيين الذين دوما يقرنهم بالعمالة لإيران والتخريب لليمن، ولذا فإن الحوثيين يتوجسون من أي تحرك، و يواجهونه بقمع ووحشية، فهم في قرارة أنفسهم يدركون أن أيامهم معدودة، وبطشهم سيزول، وأن الشعب الذي يحاولون إذلاله والمقامرة به ينتظر الأوفياء للوطن والجمهورية من جيش ومقاومة لتلتحم الجهود في مشهد لا مثيل له عنوانه "الخلاص من الحوثي".
الخلاص ممن استنزف قواهم، وسلب منهم قوتهم، وأثقل كاهل التجار والمقتدرين بالابتزاز تحت مسميات عدة.. الخلاص ممن دمر التعليم وفرض على المدارس الدعوة لرفد الجبهات.. الخلاص ممن يفرض رؤيته وفكره المتطرف بشتى الوسائل إرهابا وترهيبا.
حدثني أحد الأصدقاء أنه يتم جمعهم في إحدى الإدارات الأمنية صباح كل يوم أربعاء من الساعة 9 إلى 11 للاستماع لمحاضرة عبدالملك الحوثي، وترديد صرختهم، وأن من لم يحضر يتم ضم اسمه للقائمة السوداء. ويضيف: إننا نحضر مرغمين، فقط، فهم لا يعرفون أن مع كل حرف ينطقه تناجي قلوبنا الله دعوات عليه، ونصب لعناتنا عليه وفكره والصريع أخيه. قلت له وماذا بيدهم أن يعملوا في تلك القائمة.. لن يخصموا شيئا؛ لأن الراتب منهوب كليا.