اعتقل الحوثيون الإعلامي وحيد الصوفي قبل ثلاث سنوات.. وطوال المدة، وحتى اللحظة، لا يدري أحد أين هو ولا إن كان حياً أم ميتاً.
اعتقلوه بمجرد الاشتباه حين كان يسدد فاتورة الإنترنت في أحد مراكز البريد في صنعاء، ثم لم يستجيبوا لأية مناشدة بالإفصاح عن مكان اعتقاله أو عن وضعه عموما.
البعض يرجح، دون وجود تأكيد، بأنه صفي في السجن تحت التعذيب. خصوصا مع إصرار أمنيي الحوثيين على عدم الإدلاء بأية معلومة عنه.
وضاعف المأساة أن "وحيد" ليس من حزبٍ، كالإصلاح مثلاً، كي تحظى قضيته باهتمام الاعلاميين والحقوقيين، لذلك لا أحد يتحدث عنه.
إنه "وحيد" كاسمه، لديه طفلتان صغيرتان وزوجة خذلها العالم كله، وتركها، مع صغيرتيها، تواجه أَسْوَد مأساة وألعن ظلم قد يتعرض له بشرٌ ما.
تابعتُ، مع منظمات مدنية، قضيته طيلة سنوات اختفائه، وحصلنا على وعود عليا عديدة، ولكن دون أن تُنفذ الوعود أو أن نصل لأية نتيجة.
ومثل قضية "وحيد" مئات القضايا الأخرى لمواطنين أبرياء التهمتهم القبضة الأمنية البشعة، وألقت بهم في بطون النسيان، ولدي، ولدى غيري، الأسماء والوقائع في قائمة طويلة تفطر القلب.
ثم يتهمون من يصرخ في وجه هذا الظلم، وهذه المظالم المروعة، بأنه عميل لـ"العدوان"!
عليكم ان تكونوا في موقف "وحيد"، وعلى أطفالكم أن ينتظروا عودتكم ليل نهار دون جدوى، كطفلتي وحيد؛ كي تعرفوا حجم الظلم الذي تذيقونه غيركم...
الظلم الذي سيلقيكم في أسوأ مهالككم.
الطغيان والعدوان وجهان لنفس الجريمة يا سادة.
* من صفحة الكاتب علی الفيس بوك