يعاني اليمنيون، منذ فترة، ازدياد تطرف "طائفة عجيبة غريبة" وبمختلف الأعمار والأجناس لمنتسبي هذه الجماعه، إلا أنهم يجتمعون ويتشابهون تماماً في الصفات.
ببغاوات في هيئة بشر، ملقنون يرددون، دون وعي، ما يقال لهم أو بالأحرى ما يتم تزييفه لهم، يتميز الأتباع وجماعات الغوغائيين في هذه الطائفة عن غيرها بقناعة مطلقة بأن هذه الحركة طاهرة الأصل، عفيفة الخلق مهما نهبت، وفي الظاهر والباطن نظيفة مهما أفسدت وقتلت، وفي الرأي صحيحة وبالطبع لا تخطئ فهي حركة مقدسة بقدسية "عاشق الكهف".
صفات كمالية من ادعاها كفر، لكن هم الأتباع والمغرر بهم هم الإيمان ونحن كيمنيين "الكفر"، هم الدين ونحن الأعداء.
ولأنها حركة الأنقى والأطهر والأغلى مهما أثقلت بالمخازي والفجور والإرهاب فدماء الشعب وسلب حقوقه وتعذيبه واجب لإرضاء نازية المسخ المختبئ.
جماعة منبوذة وبات الناس يحاولون عدم الاختلاط بمنتسبيها، فالشعب مل من اجترار الماضي ونفس الخطابات والشطحات الكاذبة، جماعة مقيتة منتسبوها هم "أصحاب سيدي ومولاي" ولو خضت بنا البحر لخضناه معك، رغم أنهم لا يخوض سوى بحر الأحلام في كهفه المزركش ولا يخدش هدوء الكهف سوى تجشئ كرشه الممتلئ بأموال الشعب.
جماعة الإرهاب والترهيب لكل من ينتقد فسادهم الطافح وقبحهم المتعاظم، تحت حجة الدفاع عن بلد وشعب هم سبب نكبته.
وكم هو محزن أن ترى أولئك الببغاوات يرددون ما يطلب منهم ويتطرفون دون وعي متناسين أن الأصل والمنطق هو الاحترام والتعايش، ومتناسين أن الوطن هو فوق الجميع إن أرادوا بقاء وقبولا.
رغم حقدهم المخيف على كلمة "الوطن" كونه مغيبا تماماً في إيديولوجيات الجماعة، ولا أبالغ إن قلت إن حميتهم وتقديسهم لإيران هو الأساس وهو الأعظم والأقوى.
يقال بأنه إذا أردت أن تفهم طائفة ما أو فكرا أو أيديولوجية راجع صفحات التاريخ، وعندما نراجع صفحات التاريخ لا نجد أمثل وأصدق وأقرب من طائفة "الحشاشين" لنقارنها بطائفة "الحق الإلهي" وجماعة "مع بن البدر" كل الصفات تجتمع.. رفض الحوار وجوه كلها فم بلا أذنين.
الانغلاق والانغماس في التطرف وخلق قواعد وأفكار وأحلام يتوهمونها لا أساس ولا صحة لها، والأغرب من كل هذا هو عدائيتهم ووصفهم كل جمع مخالف كان أو لا وكل مخالف لهم بأقذع الأوصاف بل وتكفيره، نعم فمن يخالفهم يعد في منظورهم يهوديا، مواليا للكفار، وفي أهون الأوقات هو ناصبي ظالم من أتباع "يزيد"، يزيد الذي توفي قبل 1390 عاما.
والمضحك أنهم ما إن تكون في صفهم أو تكتب حرفاً يمدح حركتهم الدموية أو سيدهم المختبئ يسارعون لمدحك والثناء عليك ورفعك مقاماً عليا وستظل كذلك في نظرهم ما دمت تعمل "ممسحة للدم" المسفوك بأيديهم، وما إن تنتقد قليلاً من أخطائهم كما فعل الكاتب الصحفي "محمد عايش" وتقيم عليهم حجة في السياسة حتى يحرموا عليك السياسة ويبتدعوا مقالات طويلة وعريضة كما يبتدع الفنان في المقامات الحجازية ويقولون فيك مالم يقله مالك في الخمر، كل هذا في تجل واضح للنفاق وانفصام الشخصية والاستعلائية التي تعيشها الحركة وخدامها.
قال لي أحدهم "أنتم تكرهوننا وهذا ليس غريباً عليكم، فنحن آل بيت الرسول دوماً مكروهين من الكفار والمشركين والجاهليين".. قلت له يا صديقي أريد أن أعطيك نصيحة مني واعتبرها منا نحن اليمنيين "الجاهليين" في نظركم، إن استمر هراؤكم هذا وفكركم المنبوذ ودمويتكم المفرطة واستعلاؤكم الغبي، سيأتي يوم لن تجدوا لكم مكاناً في العالم بأسره، لأنكم ستأكلون أنفسكم بأنفسكم بسبب الغرور ونزعة "الأحقية" أفيقوا فالغطاء ينكشف والحقد ضدكم يتنامى وقبحكم فاق كل الحدود..
استطعتم، ببساطة، في السابق إخفاء أنياب الذئاب في جلد بعض الخراف، ولكن الآن هناك أسود تزأر ومجتمع مملوء قلبه ضدكم، ونخشى أن تصبغ مدن اليمن التي تجثمون عليها بدماء بعض الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى انتمائهم لكم أو التحاق أحد أقاربهم معكم.