فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

وقلك ليش اليمن في ذيل القائمة ؟!

Sunday 24 June 2018 الساعة 08:40 am

على مر التاريخ لايجد "الفهلوية" مجالا للتنطع وللصعود إلا حينما تكون السلطة تجمعا للفرغ بني الفرغ . عشان كذا قالوا في المثل "الفاضي يعمل فيها قاضي".

معلوم أن غالبية مشاكلنا الداخلية هي بسبب "الفرغة". وكل سلطة تصل إلى الحكم في اليمن، تتفرعن وتقضي كثيرا من وقتها في قصقصة أجنحة السلطة السابقة وتعطيل حياتهم وجعلهم – مع الوقت – مجرد كائنات في قائمة "خليك في البيت".

طاقات اليمنيين مهملة للغاية، والفرغ بني الفرغ في العادة هم اللي يوصلوا ويشتغلوا، لأن هذه العينات من البشر هم في تركيبتهم النفسية أناس وضيعون ، ويفتقرون الى المهارات وأكثر من ذلك يفتقرون الى الاعتزاز بالنفس.

نحن – في الغالب- لم نعد شعبا منتجا لأن الذين حكموا اليمن لسنين طوال هم في الأساس شوية فرغ. لا أراض زراعية انشغلوا بها، ولا عقارات او تجارة خاصة كانت – قبل وصولهم الى السلطة - تمدهم بالطاقة، حتى ليصلوا الى الحكم وهم أشخاص منتجون.

كل الذين تعاقبوا على حكم هذه البلد – الا من رحم ربي – هم في الأساس شوية عسكر ، على شوية قطاع طرق، على شوية نهابة، أصبحوا في لحظة حكاما لبلد زاخر بالخيرات، لكن زيما يقولوا في المثل "ما ألف الرباح أكل التفاح".

كان اليمني يزرع ويحصد ويشيد السدود ويشق المدرجات، والأرض دائما طيبة لمن يستثمرها ويبنيها صح. لكننا نسينا مجدنا الشخصي كشعب، وانجررنا وراء أمجاد "شخوص" وأفراد، اصبحوا فيما بعد هم الوطن، وهم الناس ، ونحن مجرد وفرة من الخائبين، يسمونا مجازا "شعب"!

والنتيجة أننا أصبحنا شعب يتطاحن بينه البين .. شعب موبوء بالكراهية وبالأحقاد.. شعب كل واحد فينا لم يعد يحلم بشيء غير أن يذهب الرزق من فلان ، وأن ينتقم الله من فلان.. وأن يتعين صاحبنا فلان في الموقع الفلاني عشان نشحت منه ذات عسرة. ومن سوء حظ اليمنيين أن حياة "العُسرة" هذه أصبحت ملازمة لنا لكأنها الحبل السري.

الفرغة تعب.. وحالنا المعصود هذا هو بسبب أننا نعيش الحياة بلا شهية للإنتاج. نعيش الحياة بنفسية الشاقي، ونفسية الشحات، ونفسية الفهلوي اللي يشتي يوصل ولو على حساب كل شيء.. ووسط هذا الزحام اللئيم ضيعنا إنسان اليمن الفاعل والمنتج ورفعنا النهابة والفرغ والفهلوية مكانا عليا! وقلك ليش اليمن دائما في ذيل القائمة.