محمد سعيد الشرعبي

محمد سعيد الشرعبي

تابعنى على

تعز الغد تبدأ من اليوم

Monday 25 June 2018 الساعة 07:06 pm

صادفت اليوم خبراً اقتصادياً، يقول: "إجمالي الناتج المحلي إمارة خليجية عام 2017 ‏أكثر من 25 مليار دولار"!

توقفت عند الرقم، وبحثت عن مواردها، فوجدتها ثروة غازية عادية وميناء حر والسياحة وصناعة تحويلية، وتشبه إلى حد بعيد محافظة تعز.

تذكرت محافظة تعز وإمكانية زيادة إيراداتها وتوفير فرص العمل لأبنائها بعد إنهاء الحرب وإعمار الأرض، وإحداث نهضة اقتصادية إذا وجدت إرادة طموحة.

قد يكون الحديث الآن عن نهضة تعزية ضرباً من الجنون، كون المحافظة غارقة وسط سعير الحرب والانفلات، ولكن قد نصل إليها إذا أخلصنا لهدفنا.

الأهم إذا أردنا تغيير واقع المحافظة بعد الحرب يجب أن نبدأ من الآن، بتفعيل المؤسسات، وتثبيت الأمن والبناء بدلاً من الغرق وسط وحل الصراعات.

يجب أن نشيع التفاؤل ونعزز الأمل لدى الناس في عز حرب كارثية تكرس الاتكال بدلاً من العمل، والتطرف عوضاً عن الانفتاح لكي ننقذ المحافظة.

بالإضافة إلى الأمن والبنية التحتية، يظل العامل الأهم في أي نهضة اقتصادية هو الأيادي العاملة الوطنية لتغطية سوق العمل، وهذا متوفر في تعز.

تحتاج تعز إلى تشغيل المعاهد المهنية وبناء معاهد جديدة وتجهيزهم لاحتياجات سوق العمل المنشود بالتزامن مع إعداد المحافظة لنهضة تنموية كبيرة.

الطريق الأمثل لإحداث نهضة في تعز تحديث بنيتها التحتية، وتخطيط المدن الحضرية الساحلية، وتوفير الأمن كونه أساساً لأي نهضة بدلاً من إبقائها الساحل للتهريب.

بالإمكان تهيئة ساحل تعز من مضيق باب المندب إلى حدود الخوخة لنهضة اقتصادية طموحة، وجذب المستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار والتطوير وفق شراكة طموحة.

تحديث البنية التحتية في مدينة المخا وتوسعة مينائها وتحويله إلى ميناء عالمي وبناء مطار دولي ومصفاة لتكرير المشتقات النفطية وبناء محطات تحلية المياة ومحطة كهرباء ضخمة.

وسيكون سهلاً بعد ذلك حال اطمأن المستثمرون فتح مدن صناعية وسكنية في باب المندب وذوباب وإنشاء ميناء آخر وبناء منشآت سياحية ومنتجعات ترفيهية لتنشيط السياحة.

كما أن الصناعة التحويلية للقطاع الخاص في تعز قطعت شوطا كبيرا وتوفير بيئة استثمارية واعدة ستجذب رؤوس أموال محلية وأجنبية للاستثمار في الساحل التعزي.

وفوق ذلك، هناك ستتوفر فرص كبيرة لتحويل مطار تعز الدولي الحالي شرقي المدينة بعد إبعاد القاعدة الجوية منه إلى وجهة للمسافرين نظرا لكونه يتوسط الكتلة السكانية الكبرى في تعز وإب.

وإذا وجدت رؤية سياحية طموحة بالإمكان استثمار جبل صبر وبناء منشآت ترفيهية وفنادق وعمل خط تلفراك كما هو حال بقية المدن في العالم الواقعة بين الجبال.

بلا شك، إذا تحقق الحد الأدنى من النهضة التعزية المنشودة والممكنة، سترتفع إيرادات المحافظة إلى مستوى قياسي يتجاوز إجمالي الناتج المحلي اليمني قبل الحرب.

وهنا علينا أن نؤمن بأن تعز الغد تبدأ من اليوم، وفي المحافظة مجتمع عملي نشيط، وسيكون فعله حاسما في إحراق المراحل وإحداث معجزة اقتصادية ونقلة حضارية كبرى.