إسماعيل القاضي

إسماعيل القاضي

عيد ميلادك ياصغيري

Thursday 09 August 2018 الساعة 06:40 pm

عيد ميلادك الثالث ياصغيري، ويستمر مسلسل القتل والحرب والتدمير.. عيد ميلادك ياصغيري مختلف عن عيد ميلاد أطفال العالم المتقدم، أيحق لي أن أحتفل بينما عشرات الأطفال يُقتلون قنصاً وقصفاً..!

ماذا أخبرك ياصغيري، عن حملك وولادتك وترعرك لثلاث سنوات.. أنت لا تدري ما يحصل للعالم، لاتدري عن غريق سوريا.. سأخبرك عنه، صغير أكبر من عمرك بعام في الرابعة يعيش مثلك وعندما جاءتهم الحرب اللعينة قرر والداه أن يهاجروا خوفاً أن تمسه غارة ببراميل أو تصيبه قذيفة.. قرروا أن يهاجروا إلى أوروبا على متن قارب وفي وسط البحر غرق القارب ليخرج الطفل إلى الشاطئ غريقا أتدري أن من الحب ما قتل، ليغرق الطفل حباً فيه وعلى عيشه الكريم من والديه..

لنعد إلى عيد ميلادك ياصغيري، أليس من الإجحاف يا ولدي، أن تحتفل بعيد ميلادك فيما آلاف الأطفال بين قتيل وجريح ويتيم، أحدهم فقد أباه وآخر فقد أمه، وثالث فقد كليهما.

الإنسانية التي يدعيها الغرب توقفت في مربع الشرق الأوسط.. ولايبالون بما يحدث لكم. أتدري عن حادثة عكرت صفو كأس العالم لكرة القدم، أطفال المغاره التايلانديون انقلبت صحف وإعلام العالم عن اختفائهم وكأن الكون سيتوقف حتى يجدوهم.. نفاق ليس بعده نفاق وكأنكم لا صلة لكم بالإنسان.

ماذا أحدثك ياصغيري عن هذا العالم؟ سأكتفي بالأمم المتحدة حديثا عابراً، أمم النفاق والعهر والمماطلة في الحرب الدائرة رحاها في كل من سوريا وليبيا وبلادنا والعراق أضف إليهم معاناة أكبر "فلسطين".

أطفال تموت وتقتل جماعية ياصغيري، تارة بكيماوي وأخرى بغارة، وبقناص وبهوزر وبكل شيء يؤدي إلى هلاك الإنسان.. الأسلحة صنعت لتقتلكم وليس لحمايتكم كما يدعي مصنعوها أنها تحمي الأوطان.. هي تدمر أكثر مما تحمي.

وعيد ميلاد سعيد وكل عام وأنت بخير.
وسأكتفي بقبلتين وهدية.. ولانامت أعين الجبناء.