ذهب اليمنيون إلى الصين بحثاً عن لقمة العيش في بلاد مزحومة بالبشر، لكن الشغل فيها ميسر لكل من لديه الخبرة والفكرة والمهارة، وكل شيء في تلك البلاد البعيدة يمكن احتماله إلا أن يكون هناك في الصين ثلة من اليمنيين الأخوانجيين الذين لايرحمون ولايخلوا رحمة ربنا تنزل.
أسس اليمنيون الذين يطلبون الله في بلاد التنين مدرسة يمنية لتعليم أطفالهم، بنوها من أموالهم الحرة، وجاء الأخوان بنفس العقلية الاستحواذية وبدأوا مشروع السيطرة على المدرسة، وأصبح الأمر بالنسبة إليهم سياسة، ولخبطوا كل شيء له علاقة بخدمة أبناء الجالية اليمنية، وأدخلوا أصحاب ذلك المشروع التنويري في عك، وإينما ذهب الأخوان عموماً في الصين أو في الهند أو في السند أو في أمريكا أو في شرق آسيا، فإنهم يكونون على الدوام النغص اليومي الذي يعكر صفو حياة الناس.
وقبل أيام بدأ اليمنيون الذين في الصين يعيدون ترتيب أوضاع الجالية اليمنية التي تعيش هناك، وأقاموا انتخابات حرة نزيهة اختيار ممثليهم في قيادة الجالية، ولكن جناح الإخوان المسلمين الذين يعيشون في تلك البلاد الكافرة، عادوا مهرة تنغيص الحياة ولجأوا إلى أكاذيبهم وإلى حيلهم الدائمة لفركشة كل شيء لايكونون في صدارته ولايكونون قادته، وتحولت انتخابات الجالية بالنسبة إلى إخوان اليمن في الصين إلى سياسة وأطماع ومصالح، ولم تمض الانتخابات بسلام، وتم شيطنة ذلك العمل وتسفيهه والشوشرة حوله لدى الجهات المختصة في بلاد التنين.
ما الذي يردونه من الجالية بالضبط؟ ليس لهذا السؤال جواب واضح لدى السلطات في الصين، ولكنه بالنسبة إلينا نحن اليمنيين الذين في الداخل والذين في الخارج جواب معروف ويمكن اختصاره ببساطة تحت مسمى "قلة الناموس" وفركشة الحياة على كل الناس الذين لا يبادلون الأخوان نفس التفكير ونفس السلوك في السيطرة على كل شيء.
وليس هناك مخاوف على أية حال من أن يكون الأخوان هم قادة العالم بأكمله وليس مجرد قادة للجالية أو قادة للثورة أو قادة لأم الجن، المخاوف الدائمة من سيطرة الأخوان على أي شيء نابع من تجارب سابقة مع هؤلاء الناس الذين لايؤمنون بالآخر ولا يتركون له شيئا ويريدونه على الدوام نسخة مصغرة منهم ما لم فإن ذلك الآخر بطال ومجرم وكلب ابن كلب، وما من شتيمة ولا تهمة ولا نقيصة إلا ويرجمونها فوقه لمجرد أنه فقط أراد أن يكون هو وليس جماعة الأخوان.
كل اليمنيين الذين تركوا أهاليهم وبيوتهم ومدنهم ذهبوا إلى الصين في مهمة لطلب الرزق وطلب الحياة الكريمة باستثناء إخوان اليمن غادروا إلى تلك البلاد البعيدة في مهمة للبعسسة وتنغيص الحياة في تلك البلاد التي يعيش فيها أكثر من مليار إنسان لم يشتك مواطن يمني منهم أو من تعسفهم، بينما يذوق أبناء الجالية اليمنية مرارة الغربة على يد ثلة قليلة من إخوان اليمن الذين من المحتمل أن نسمع عما قريب بأنهم سببوا للتنين نفسه قرحة في المعدة من كثرة البعاسس التي تظهر في سلوكهم، خصوصا عندما يكون الأمر متعلقاً بالهيمنة وبالسيطرة على كل شيء.