آن لتعز مغادرة واقع اللادولة والانطلاق بخطوات ثابتة نحو دولة المستقبل، وتقديم نموذجاً يعبر عن هويتها الجمهورية الصامدة في مواجهة انقلاب السلالة وفساد المافيا.
رفض أبناء تعز بمختلف مشاربهم الركوع لانقلاب السلالة، واثبتوا صدق رفضهم لمشاريع العبودية وحبهم للحياة في ظل الجمهورية وليس وسط جحيم العصابات المجمهرة.
ويرفضون غطرسة عصابات المافيا المستفيدة من تأخير التحرير وتغييب الدولة وتحويل تعز إلى ساحة لاستثمار الحرب وتصفية الحسابات على حساب حاضر ومستقبل المحافظة.
رويت الأرض التعزية بالدماء الزكية في السنوات الأربع الماضية، ومازال إنسان تعز صامدا وسط حصار وقصف أوباش الانقلاب بشموخ واعتداد جمهوري يستحق الوفاء وليس الخذلان.
ووفاء لتضحيات الأحرار يجب تحويل حلم إنسان تعز إلى واقع بالعمل والبناء بعيداً عن المكائد بغية تجاوز كوارث دويلات الحارات ووصاية الأحزاب وقطع دابر فساد المافيا المعشعشة في المحافظة.
تثبيت الأمن بداية طريق الخروج من مستنقع الفوضى المعتمدة التي يذكي نارها جماعات الآثمين المتدثرين بالشرعية في حروبهم الخسيسة ضد جهود بعث الحياة في مدينتنا المنكوبة.
لقد قطع الأحرار شوطا كبيراً في تطهير بؤر الانفلات، وبدأت مرحلة حصار مافيا الفساد ووضع نهاية لوصاية الأحزاب، ويبدو النزال الأخير أخطر وأعمق من النزال الأول لأسباب كثيرة.
تتعمد مافيا الفساد خلط الأوراق، واختلاق المشاكل، واستخدام القوة إذا لزم الأمر ضد من يرفع الوصاية الحزبية عن قرار الدولة ويحارب فسادهم، وفي آخر أحداث تعز دليلا على تعدد التحديات والمخاطر.
هنا على قيادات الشرعية إسناد جهود تعزيز الدولة وإنهاء الوصاية الحزبية لأن مافيا الفساد الوجه الآخر للانقلاب، وتستوجب الضرورة التعزية الخلاص منها وليس الاستسلام لها والقبول بعثها.
شعار تعز (دولة قوية لا مافيا فاسدة)، دولة قوية تحمي المواطنين وتؤمن حياتهم وتنتصر لحملهم، وليس القبول والاستسلام لمافيا تتعمد تغييب الدولة وتستثمر الحرب والمآسي. بتعزيز حضور الدولة وإنهاء الفساد ستنهزم قوى الشر وتنشل أيادي الغدر، وحتما سوف تعود تعز إلى وضعها الطبيعي بعد أربع سنوات من الموت والضياع والمكائد وتصفية الحسابات. مهما تزايدت جرائم الانقلاب والانفلات وتعاظم فساد المافيا سيشرق ذات يوم صباح الخلاص التعزي، وبين الحلم وإنجازه إرادة المدافعين عن الأرض والمخلصين للإنسان بمنأى عن الاستغلال.