عاودت صحيفة الجمهورية إصدارها الإلكتروني (pdf) بعد أربعة أعوام من الاحتجاب القسري ونهب معداتها، وسعدت كثيراً بعودتها الجزئية.
كنت أنتظر عودة صدور الجمهورية بشغف القارئ لها، وحس الصحفي والكاتب فيها، وعبرت عن مخاوفي من تحولها إلى منشور حزبي يضاف إلى منشورات (المقر).
تابعت بحرص الأعداد الثلاثة الماضية، وتفحصت ما نشر فيها من أخبار وتقارير واستطلاعات ومقالات ورياضة وثقافة، وسأظل أقرأ أعدادها القادمة.
ووصلت إلى قناعة نسبية بأنها ستكون إضافة لأدوات إعلام (المقر)، وظهورها العشوائي حتى اليوم باهتاً، وموقعها الإلكتروني غير محدث، ومضمونها الصحفي والفكري عادياً إلى حد بعيد.
بمعنى آخر، هذه ليست الجمهورية المنتظر عودتها، ولا يليق الظهور الباهت بتاريخها، ومضمونها يكشف المزاج المسيطر عليها، والبداية تقول إنها خاضعة لمشيئة من كفروا أغلب كتاب الصحيفة.
لن أخوض في تفاصيل عودة نسختها الإلكترونية، وإيضاح الأسباب المعيقة لعودة نسختها الورقية، كما لن أقلل من جهد أحد، ولكن لديّ ملاحظات ونصائح.
أولاً: هدف صدور النسخة الإلكترونية تسجيل إنجاز للطاقم القائم عليها الآن بعضهم من أبناء المؤسسة.
ثانياً: تعز بحاجة إلى عودة الجمهورية التي نعرفها ونحبها، وتكون معبرة عن قضايا المواطنين، وليست جمهورية مستنسخة لا تشبه تاريخها كما يراد لها.
ثالثاً: لم يفرق طاقم العودة المتكولسين حول أنفسهم بين التجهيز والتأثيث وإدارة مؤسسة صحيفة عمرها يزيد عن نصف قرن، ولها خط صحفي مائز متجاوز لمقص الرقيب.
رابعاً: انتهت مهمة طاقم العودة بالتجهيز والتأثيث، وليس من حقهم القفز إلى إصدار النسخة الإلكترونية للصحيفة عبر (شلة)، يديرها الصديق (المشرف)، كما يصف نفسه.
خامساً: يجب تسليم المقر المؤقت والمعدات رسمياً إلى إدارة المؤسسة ممثلة برئيسها الصحفي سمير اليوسفي المشهود له بالإبداع والشجاعة في إدارة الجمهورية.
سادساً: لاحظت عدم التحديث المستمر لموقع الصحيفة، وهذا يكشف العشوائية وعدم استشعارهم أهمية وضرورة الظهور الإلكتروني اللائق، ولن يكلفهم اي جهد يذكر سوى (النسخ واللصق).
سابعاً: أنصح طاقم العودة بسرعة إنهاء مهمتهم، وتسليم الجمهورية إلى رئيس المؤسسة وطاقمه المحترف بدلاً من زيادة (الملططة)، وأثق بقدرة (سمير اليوسفي) على بعث الحياة في الصحيفة وإصدارها ورقياً.
ثامناً: على فريق العودة عدم التحول إلى (لجنة رئاسية) أخرى، ومشرف الفريق إلى (سالم) آخر، وهذا لا يعني أبداً التنكر لجهودهم، ولكن هناك فرق بين الواقع والمتوقع.