من المُحزن بل والمُخزي أن نكون في القرن الواحد والعشرين، وفي عصر التطور المعرفي والتقدم التكنولوجي، في عصر كان يفترض أننا وصلنا إلى مراكز متقدمة من العلم والاكتفاء الذاتي، إلا أننا وبفضل الخلافات والأطماع السياسية التي أودت باليمن إلى الهاوية، صرنا نموت جوعاً، وأطفالنا بلا تعليم، المجاعة تنهش أجسادنا، والكوليرا وكل العلل تتسابق للنيل منا، حتى أصبح العالم يتحدث عن بلادنا كأسوأ مجاعة وكارثة عرفها التاريخ... وكل ذلك بفضل الساسة والأحزاب والجماعات الدينية التي جعلتنا نتصدر المراتب الأولى في البؤس.... ورغم ذلك يرمي كل طرف اللائمة على الآخر، والمبكي أكثر أن الكل يتحدث عن المشكلة ويسهب في شرحها وشرح مسبباتها، ولا يتحدث أحد عن حلول واقعية قابلة للتطبيق والتنفيذ لتكون سبيلاً لتخفيف ما يكابده المواطن وصولاً للحل النهائي المنشود سياسياً واقتصادياً.
مأساة شعبنا معروفة أسبابها ومسببوها، ومن باب الشعور بالذنب أو لنقل المسؤولية في ظل الأزمة الأقتصادية العاصفة بالمواطن اليمني، وانعدام المشتقات النفطية، خرج عبدالملك الحوثي يوزع كعادته الحلول الشافية الكافية التي تجعل منه أضحوكة أكثر مما هو عليه، عبدالملك الحوثي لا يرى أن الحل يكمن في وقف حربه العدوانية على الشعب ومؤسسات الدولة، وإيقاف النهب الجائر الذي تتعرض له موارد الدولة أو ما تبقى من موارد جمركية وضريبية ووقف السطو والابتزاز الذي تقوم به جماعته على تجار المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، الأمر الذي يدفع بالتاجر لتعويض ما يتم نهبه من خلال زيادة الأسعار ومضاعفتها على المواطن اليمني الغلبان والمغلوب على أمره.
تحدث عبدالملك ناصحاً بالعودة "للزراعة" فهي كما قال لا تحتاج "للدولار"، العودة للزراعة وتشجيع استصلاح الأراضي شيء رائع، ولكن يبدو أن عبدالملك تناسى أن هذا الأمر يحتاج لدولة تتولى الدعم وشراء المحاصيل وتسويقها، بالإضافة إلى أن الزراعة تحتاج للأسمدة والأسمدة بالدولار، وبذور محسنة تستور بالدولار، وديزل يتم استيراده بالدولار وإن لم يكن ذلك بالدولار لماذا سمحت يا عبدالملك لجماعتك وسلالتك المتقرصنة على سوق النفط برفع الأسعار متعللين بارتفاع الدولار.
كعادته يطل عبدالملك ويسهب في خطبه، وينظر من كهفه حلولا مضحكة، ولا غرابة فهو صاحب نظرية "أحجار الزينة" والخيارات الاستراتيجية التي دمر بها الوطن وقتل بها كل ما هو يمني، ولعل هذا هو هدفه والمشروع المناط به تنفيذه... وكما يقال شر البلية ما يضحك.