عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

الهلال الأحمر الإماراتي الذي استعاد الجمهورية والحياة بعدن

Saturday 26 January 2019 الساعة 07:51 am

بعيدا عن السياسة، بعيدا عن الجانب الأمني، بعيدا عن كل شيء، سأكتب عن الإمارات التي رأيتها في عدن من زاوية محددة.. ولأني قضيت أياما في المستشفى كمريض لا يهمه غير ألمه، وأن يجد خدمة صحية مناسبة، فقد شعرت بالشكر والامتنان لدولة الإمارات، انتابني هذا الشعور بشكل عفوي وتلقائي وأنا أتنقل من قسم إلى قسم داخل مستشفى الجمهورية، فرأيت كيف عمل الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة البناء والترميم والتطوير، وفتح مبان مستحدثة وإضافة خدمات صحية جديدة.

حدثني أصدقائي العاملون داخل المستشفى عن النقلة النوعية التي عملها الهلال الأحمر الإماراتي وعن قصص ومواقف إنسانية مؤثرة.. خلاصتها أن الهلال الأحمر الإماراتي قدم المساعدات العاجلة للأمراض في الحالات الخطرة، وللنساء والأسر الفقيرة التي كانت تقطن المستشفى في ظروفها الصعبة.

يقدم الهلال الأحمر الإماراتي أعمالا إنسانية لتخفيف الآلم والاهتمام بتطوير المرافق الصحية شكلاً ومضموناً، في وقت تتنصل فيه ما تسمى "الشرعية" عن واجباتها والتزاماتها وتبحث عن معارك وهمية وجانبية، وبكل سذاجه وخفة عقل يقدم إعلام "شرعية حملات الفيس بوك" سخريته من الجهود والمساعدات الإماراتية على أنه "رنج" فقط..

لو زار أحد مروجي هذه الدعايات السياسية المشبوهة وأتباعها، مركزاً صحياً كمستشفى الجمهورية، ووجد ما أحدث الهلال الأحمر فيه من أقسام وخدمات صحية جديدة بل وبنايات متكاملة وما زال يعمل على إعادة ترميم وتطوير كل التفاصيل المختلفة.. لخجل من نفسه ومن دعايات سخيفة تجاهلت حقائق على الأرض كأعمال إنسانية واجبنا جميعاً بأن نشيد بها بعيداً عن الاختلافات والصراعات السياسية التفصيلية.

وللعلم فإن مستشفى الجمهورية لم يكن يحتاج إلى "رنج" فقط.. أحد الأصدقاء المعنيين بالأمر قال لي إن "المستشفى كان أغلق في 2015 لمدة 4 أشهر وهي الفترة الوحيدة التي توقف فيها عن العمل منذ إنشائه عام 1954.. نهبت الأجهزة.. تم إعادة تأهيله بشكل كامل ورفده بالأجهزة والمعدات من قبل الهلال الأحمر الإماراتي بعد تحرير عدن. كما تم كذلك صيانة 9 مجمعات صحية في كافة مديريات عدن، ودعم بسيارات الإسعاف، وأدوية الأمراض المستعصية والأوبئة، كما قدم الهلال الأحمر الإماراتي مشاريع أخرى مختلفة خارج المجال الصحي.. منها الإفطار الجماعي، والمخابز الخيرية، والأعراس الجماعية، والبنى التحتية، والمساعدات الغذائية، ومشاريع الصيادين.. ومشاريع لدعم مشاريع إنتاجية صغيرة.

الأرقام هنا التي توضح عدد المستفيدين أرقام كبيرة جدا.. ومعبرة عن اهتمام إنساني حقيقي، وكرم بعطاء لا محدود، وعمل دؤوب وإنجازات واضحة وملموسة.. فهذا هو الأنموذج الأمثل والأصدق للعمل الإنساني والوفاء لأوصار القربى والعلاقات الأخوية والواجب القومي والأخلاقي.. وهكذا يعمل في مناطق يمنية أخرى غير عدن..

لا يحتاج الشعب في هذه المرحلة الحساسة والصعبة التي يمر بها إلى الدعايات التضليلية والمزايدات والعنتريات، بقدر حاجته لمن يقف معه حقيقة ويقدر ظروفه ويحس بأوجاعه، ويخفف عنه آلامه، ويساعده ليشفى من أمراضه وأسقامه المختلفة.. وستذهب جفاء كل المزايدات والأوهام والمكايدات.. وتبقى الحقائق والإنجازات شاهدة على نفسها.
ولن يتجاهل الشعب ولن ينسى من أمده بها في اللحظات الصعبة كمواقف إنسانية حقيقية بعيداً عن المهاترات والدعايات التضليلية.

إن العلاقة بالشعب بحل مشاكله بحد ذاتها ودعم احتياجاته الأساسية وتوفير متطلباته الملحة بعيداً عن من استخدموا الشعب ومآسيه للمتاجرة والإثراء وإصلاح أوضاعهم الشخصية بكل تهور دون أدنى مسؤولية إخلاقية.. هو التوجه الحقيقي الذي ينبغي أن يسير عليه التحالف وكل السياسات والمواقف التي تدعي الوقوف مع الشعب..