خالد محفوظ بحاح
ما بين عبث الشرعية وظلم الانقلابيين.. ماذا بعد مطار الريان؟
تحتفي، اليوم، حضرموت بالذكرى الثالثة لتحرير ساحلها من قوى التطرف الإرهابية، وتفاخر بأبنائها الذين سطروا ملحمة التحرير في 24 أبريل 2016م، وتترحم على الشهداء الأبرار..
وتزامناً مع هذه الذكرى الكبيرة استبشر الجميع بالعودة المرتقبة لتشغيل مطار الريان في مدينة المكلا بعد قرب استكمال المرحلة الأولى من إعادة تشغيله، فقد أوشك الانتهاء من تجهيز "الصالة المؤقتة" التي تمثل رقعة صغيرة من مساحته المعروفة والممتدة.
فأهالي حضرموت يتطلعون أن يُستكمل تشيّيده بالطريقة التي تتناسب ومكانة حضرموت وأهلها ومقدراتها واقتصادها، وهم يشكرون قيادة التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على ما تقدمه من دعم وسند..
خطوة مهمة وإن تأخرت كثيراً نتيجة سوء إدارة الشرعية المهترئة، وضعف تنسيقها، واختلاق معارك غير ناضجة مع أطراف مؤثرة.
فمن غير المنطقي أن تغلق المطارات كل هذه الفترة الطويلة، ويعاني أهلنا وكل من مسّته الحاجة إلى السفر لظرف صحي عاجل، أو طالب عمل أو دراسة، وأن توصد موانئ الجو من صنعاء إلى المهرة أمام المهاجرين والعائدين.
عودة الحياة لمطار الريان يجب أن يتبعها تشغيل مختلف المطارات في بلادنا من أقصاها إلى أقصاها، حتى المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيا الحوثية يجب أن نجد حلاً لمعاناتهم التي تغيب عن أطماع الانقلابيين وأنانيتهم، وعن أجندة الشرعية العاجزة وتخبطها، فلكم أن تستشعروا حجم المعاناة لشيخ مريض بحاجة إلى السفر من صنعاء أو غيرها من المدن والقرى، وكم يبذل من الجهد المضاعف للوصول إلى منفذ جوي قد تفيض روحه وتتفاقم حالته قبل الوصول إليه.
أمام العالم أجمع ودول التحالف والأمم المتحدة وكل الجهات الإقليمية واجب إيجاد حل جذري ومستعجل لهذه المعاناة الكبيرة، وإيجاد آلية آمنة لإعادة فتح المطارات، وهم قادرون على فعل ذلك.
كما أن إعادة تشغيل تلك المطارات بحاجة لرفد الخطوط اليمنية وفتح المجال أمام شركات الطيران الحكومية والخاصة، فثلاث طائرات فقط تعمل كمعجزة لتلبية حاجة ثلاثين مليون مواطن، أي ما يعادل طائرة لخدمة كل عشرة ملايين نسمة!
التاريخ يدوّن ظلم الانقلابيين وعبث الشرعية في صفحات سوداء، والأجيال لن تسامح كل من استهان واستخف بآلامهم..
وقبل ذلك فإن رب الناس لا يقبل الظلم والبغي على العباد والبلاد. فهل من مدَّكر؟!
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)