بعد وفاة القائد العظيم فلاديمر ايلتش اوليانوف لينين بما خلفه من خسارة على شعوب الاتحاد السوفييتي والشعب الروسي والحزب الشيوعي إلا أن الجميع كان يقدر حجم الخسارة والألم الاستثنائي الذي لحق برفيقة نضاله ورفيقة عمره السيدة ناديديجا كروبسكايا، ولهذا ظلت هذه السيدة محل تقدير واحترام قيادة الحزب والدولة ولها حضور بارز في كل الفعاليات وتتصدر مهام اجتماعية كسيدة أولى، وكان الجميع يسميها أرملة الرفيق لينين، وكانت لها مقابلات وتصريحات وخطابات في بعض الفعاليات وكانت بعض آرائها تسبب إزعاجاً للرجل الاول جوزيف ستالين إلى أن طفح الكيل عنده فاستدعاها إلى مكتبه وابتدأ يسرد لها أفعالها واقوالها أو مخالفاتها من وجهة نظره، منهياً حديثه بالتهديد (العجيب) : إذا لم تعودي إلى جادة الصواب فإني سأضطر إلى تعيين امرأة أخرى أرملة للرفيق لينين بدلاً عنك.
انتهت قصة ستالين، ولكن قصة جرحى تعز لم ولن تنتهي وكل يوم ينتسب لرابطة جرحى تعز أعضاء جدد ولم تنته عضوية الجرحى الذين تشافوا وتعالجوا بالداخل والخارج منذ بداية الحرب، وكل ما أريد بأحد مسئولي تعز باطلا أخرجوا له رابطة جرحى تعز تهتف بسقوطه، أو أرادوا السيطرة على هيئة أو لجنة أو مرفق أخرجوهم مستغلين مسمى الجرحى للابتزاز السياسي، بالمجمل حولوهم مثل تلكم الفئة من الناس التي نراها تتسول بأولادها من ذوي الإعاقات والعاهات والأمراض في الشوارع لاستدرار عواطف الناس وليستفيدوا من عائدات تسولهم بينما يحرمونهم من أبسط احتياجاتهم من الغذاء والدواء.
تعز لم تعُد تخوض معارك منذ سنتين تقريباً، وجرحى الفترات السابقة صرفت عليهم مليارات لا حصر لها من بداية الحرب عبر اللجان المتلاحقة واعتمادات الحكومة والاستقطاعات من مرتبات العسكريين وعقود مركز الملك سلمان مع المستشفيات (الخاصة) والمنظمات الدولية التي تصرف على علاجهم بالمستشفيات الحكومية والذين سافروا على حساب تركيا والذي طافوا بهم بعض دول الخليج واستخرجوا لهم إمكانيات السفر والإقامة والعلاج بالخارج، ناهيك عن عدد كبير عالجوا أنفسهم بإمكانيات أهاليهم وأهل الخير و..و..و.. الخ، ومع ذلك لا يزال البعض يجيش بأعداد كبيرة باسم رابطة جرحى تعز، آخرها ضد الطبيب الجرح المتميز أحمد أنعم، رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بتعز.
صحيح أن المحافظ نبيل شمسان لم يحاصروا بعد المحافظة في وجوده ولم يهتفوا برحيله حتى الآن، لكني أجزم أنه سيحصل وسيضطر في يوم ما لتشكيل رابطة جرحى (بديلة عنهم) كما هدد ستالين، ولن يخسر شيئاً إن فعلها أكثر من قيمة عدد من العكاكيز كما يفعل الآخرون.