من الحزب الاشتراكي والوحدة، والصالح وحزبه إلى سقطرى وشبوة وتعز، وعبر تاريخ اليمن الحديث، تعددت وتنوعت معارك الإخوان يحركها فكر إقصائي مؤدلج، وتوجه ديني مشوه قائم على عدائية من لا يكون من الجماعة أو متقبلاً لتصرفاتها وتطرفها، مسخرين في سبيل ذلك كل الوسائل المتاحة وأهمها التدثر بالدين، مستندين في حروبهم على ثقافة تعبوية متوحشة لا تتورع عن السقوط في أقذر المستنقعات للدفاع المستميت عن توجهات الجماعة ومكاسب قياداتها الشخصية الضيقة. لا شأن لهم بالوطن إن لم يكن في قبضتهم، ولا صلة لهم بالشعب ما دامت الجماعة وقياداتها تتحصل على الجبايات وتنهب الميزانية لبناء خلافاتهم التي يؤمنون بها، ويعدون جيشهم الخاص الذي سيكون في مهام جهادية بمنظور الجماعة كما حدث في تعز وما جرى ويجري في ولاية مأرب.
يعرف الإخوان أن لا قابلية لهم في اليمن بعد تكشف الوجه القبيح الذي ظهروا به، وليسوا مقبولين إقليمياً بسبب المخططات المتطرفة والأفكار المنحرفة التي تنتهجها الجماعة، وتبعيتها للمخطط العام الذي رسم لهم وهم يمضون في تطبيقه بطاعة عمياء.
ولأن هذه الجماعة جبلت على عض كل يد تساعدها، وطعن كل حليف يأمل أن هذه الجماعة قد تعدلت وعدلت وغيرت من نهجها وتعلمت مما تعرضت له، وها نحن في اليمن نرى حروبها القذرة عبر ذبابها الإلكتروني وتوجيهها دفة الصراع لجهة بعيدة كل البعد من أن تكون خطراً على اليمن ومستقبله، كأن تسخر الجماعة ذبابها وكتابها في اختلاق حالة دعائية ضد سقطرى، وسلفيي تعز، ومؤخراً شبوة، مستعينة حتى بعشاق الظهور من فريق هادي كما لاحظنا في التصريحات مؤخراً والتي صب بعض الساسة جام غضبهم على دولة الإمارات، ليس لأجل شيء وإنما هي عادة الجماعة في ابتزاز كل الأطراف، متخيلة أن هذا الهجوم المتكرر سيدفع الإمارات بتبني جيش وهمي يقوده الإخوان، وتدفع مرتبات لجبهات خاملة لم تعد تفقه سوى تسجيل الشيلات وإقامة الأعراس الجماعية أو الغضب والنواح على موت مرسي!!
وخلاصة لمقال صعب أن يوصف ماهية الخيانة والابتزاز لدى الإخوان، ومدى السقوط الذي يسقطونه كل ثانية بسرعة الصاروخ، نقول إن عبث الإخوان المكشوف وابتزازهم اللا متناهي لن يحبط ويثبط همم المؤمنين بأن اليمن لكل اليمنيين وليس لجماعة الفقيه أو المرشد، ومهما ابتدعوا من أوهام واختلقوا من زوابع واستخدموا من أدوات وألفاظ وشتائم لا يمكن أن توصلهم لجني الأموال والفوائد الشخصية لكي يوقفوا هجومهم، إلا أنهم لن يفلحوا، وعليهم أن يفكروا في شيء واحد فقط وهو أنهم في هاوية مخزية ولو رفع التحالف مساندته لليمنيين لتخطف الحوثي وكل متضرر أرواحهم ووأد فتنتهم للأبد.