د. صادق القاضي
بعد 18 عاماً من "غزوة مانهاتن": الإرهاب أصبح أقوى.. وأمريكا مستمرة في اللعبة!
في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر من عام 2001 تجمد العالم مذهولاً أمام الشاشات وهي تبث صور برجي التجارة العالمي في نيويورك.. وهما يحترقان، إثر استهدافهما بالطائرات المدنية، ثم وهما ينهاران في مشهد درامي معبر يوحي بانهيار أمريكا نفسها.
كان من الواضح أن الثأر الأمريكي سيكون مزلزلاً، لدرجة سحق تنظيمات وإسقاط أنظمة، وظهر يومها الرئيس الأمريكي دبليو بوش يتهدد ويتوعد الأعداء الذين لم يسمهم، ملوحاً أن أمريكا قادرة على اجتياح نصف الكرة الأرضية!
أشارت أصابع الاتهام الأولى باتجاه الشرق الأوسط، والأشكال المسلحة لفصائل الإسلام السياسي على رأسها منظمة القاعدة التي بادر زعيمها "بن لادن" بإنكار أي علاقة له أو لمنظمته بهذه العملية التي سماها لاحقاً "غزوة مانهاتن".
سرعان ما توضحت الأمور، وتوقعنا أن أمريكا التي لُدغت للتو من أحد الثعابين التي ربتها ووجهتها ضد روسيا، ستقطع علاقتها بالإسلام السياسي بشكلٍ نهائي، وستجتث الإرهاب من على وجه الأرض!
أشار الرئيس الأمريكي، حينها، بأن الحرب مع الإرهاب ستمتد لـ11 عاماً، ربما مجانسة لـتاريخ 11 سبتمبر، وبدت تلك الفترة أطول مما ينبغي لتلك المهمة.
نعرف اليوم، بعد 18 عاماً، أن تلك المدة قصيرة، ولا تكفي لحربٍ هي بالنسبة لأمريكا مجرد لعبة لإدارة مرحلة لا أحد يدري متى ستنتهي!
نعرف أن منظمة القاعدة، المسئول المباشر عن تلك العملية خسرت مواقعها في أفغانستان لكنها توسعت في مناطق أخرى، وتطورت في العراق وسوريا إلى داعش.
وأن طالبان، التنظيم الإرهابي الراعي للقاعدة، ما زال يسيطر على معظم أفغانستان، وأن أمريكا تتحاور معه، من أجل إشراكه في السلطة التي أطاحت به منها في ذلك التاريخ.
وأن علاقة أمريكا بفصائل الإسلام السياسي تطورت أكثر لدرجة جعلها البديل الأول وربما الوحيد لأنظمة الشرق الأوسط، كما تبين خلال الربيع العربي.
باختصار: أصبح الإرهاب أقوى تبعاً لتنامي علاقة فصائل الإسلام السياسي بأمريكا، وتماديها في تسييس قضية الإرهاب، وتسمينه بذبائح كبرى، أقاليم ودول وحكومات وأنظمة حاكمة، كان أهمها النظام العراقي الذي شكل سقوطه الطفرة الأخطر لتنامي الإرهاب على المستوى العالمي.