تعاني محافظة تعز من ويلات متعددة مضافة لويلات الحرب التي حولت عدداً من أحياء المدينة لكومة خراب، ولعل من أبشع تلك الويلات التي تعانيها الحالمة تعز ما يمارسه تنظيم الإخوان الإرهابي (حزب الإصلاح) من جرائم تحت ستار الدين، بدءاً من انتهاك حقوق المواطنين والتعدي عليهم وقتلهم ووصولاً إلى ممارسة الرذيلة بحق الأطفال، وما حادثة الاغتصاب الأخيرة إلا واحدة من بين الآف الجرائم التي ماتت بسبب خوف الفضيحة والعيب من "الأهل" وكذلك جراء الصمت الفظيع للمجتمع.
ومما لا شك فيه أن جرائم تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن "حزب الإصلاح" لا تقل إرهاباً عما تقترفه مليشيا الحوثي الانقلابية، بل إنها فاقت في أحيان كثيرة جرائم الحوثيين، بانتهاج الجماعة نهجا شاذا ينم عن ثقافة سيئة وتنشئة فكرية منحرفة يتلقاها المغرر بهم في صفوف الجماعة الإخوانية، برعاية وحماية من قيادات حزب الإصلاح المسيطر على محافظة تعز، والماسك لزمام الأمور الأمنية والقضائية والمدنية هناك، فمنذ 2011 ظهر للناس "شيطان" الإصلاح جهاراً نهاراً، متمثلاً في صورة فساد وإقصاء وإرهاب واغتيالات، وما زال هذا الشيطان مستمراً بالتواجد خلف كل جريمة تحدث بحق الوطن والشعب، وكأن لعنات الشعب عليه منذ ثماني سنوات جعلت منه أكثر قبحاً وعدوانية، وتبجحاً بالجرائم التي يرتكبها، دون أي رادع قانوني أو شعبي، فإرهاب الإصلاح ربما جعل الكثير من أبناء تعز يخنعون له، والآلة الإعلامية التي يمتلكونها بالإضافة لـ"الذباب الإلكتروني" المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي على أهبة الاستعداد للذود عن مجرمي الجماعة وشذاذها، ومستعدون لتشويه ومهاجمة كل من يسلط الضوء على ظلم الجماعة وظلاميتها وإجرامها.
العشرات من الأطفال تعرَّضوا للاغتصاب في مدينة تعز، حسب تقارير أممية موثقة على يد أعضاء في حزب الإصلاح ومليشياته وجيش الإصلاح المسمى "الوطني" الذي يسيطر على أجزاء واسعة من مدينة تعز وكأن الاغتصاب طريقة جديدة من الطرق القذرة لهذه الجماعة للانتقام من اليمنيين عموماً وأبناء تعز خاصة.. ولا ملاذ لذوي الضحايا ينصفهم مما يفعله الإصلاح، فالمثل اليمني يقول "إذا غريمك القاضي من تشارع" وفي تعز إذا كان المسيطر على كل مفاصل الدولة عسكرياً وأمنياً ومليشاوياً هم الإصلاح، فأين المفر؟!!
أن يتم الاغتصاب فهذه مشكلة سلوكية، لكن أن يتكرر فهذه جريمة ممنهجة لا بد أن يفطن المجتمع لها ويقاوم ويحاسب مرتكبها ومن يتستر عليهم من القيادات أكان شوقي المخلافي أو المدعو سالم، لأن التستر الذي تقوم به هذه القيادات يعكس حالة الانحطاط الأخلاقى لأعضاء هذه الجماعة التى اغتصبت "الشرعية" واليوم تستخدم مجموعة من أعضائها الشواذ لاغتصاب المواطن.
إن الشهادات الأليمة التي يدلي بها هؤلاء الصغار الذين تعرضوا للاغتصاب، وشهادات أسرهم تكشف الوجه القذر لحزب الإصلاح وقياداته، وتكشف أيضاً حجم النفاق والكذب والمراوغة لدى من يدعون أنهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان وحقوق الطفل من مثقفي وحقوقي الجماعة، ولا شك أن استمرار الصراع يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي في مدينة تعاني من ضعف أمني ومؤسسي؛ حيث يجد هؤلاء الضحايا وأسرهم أنفسهم وحدهم بلا حماية في مواجهة محنة الانتهاك الجنسي المروعة وعواقبه، فالاغتصاب والاعتداء الجنسي المرتكبين في سياق "سيطرة الإصلاح وتفرده بأمر تعز" يعدّان من جرائم الحرب، وقد يكون قادة الحزب المسيطرون على مفاصل الدولة هناك ولم يضعوا حدًّا لهذه الأفعال الشنيعة هم أنفسهم مسؤولون عن هذه الجرائم.
فيا كل الأحرار في تعز وغيرها.. خافوا على أبنائكم من لوثة الشواذ، وحافظوا عليهم بكنس هذه الجماعة الإخوانية إلى مزبلة التاريخ وتجريمها ومعاقبة قياداتها وفقاً للقانون، وأنا على يقين بأنه لو تم تطبيق القانون حرفياً تجاه الجرائم التي ارتكبها تنظيم الإخوان في اليمن "حزب الإصلاح" لكان كفيلاً بشنقهم واحداً تلو الآخر في ميادين اليمن العامة.