نجمة الصالح

نجمة الصالح

يوميات مواطنة في دولة الحوثي

Friday 11 October 2019 الساعة 05:32 pm

أطلقوا سفن الغذاء، فهنا قوم لا يخافون الله، ولا يرحمونا، ويتخذون من معاناتنا وسيلة للضغط على العالم.

 لا يهمهم ما نعاني فهم وجدوا لخلق هذه المعاناة.

يتعذرون بانتهاء المشتقات النفطية، وقاطرات النفط تقف في الصباحة لتباع في اسواقهم السوداء.

شهر والعاقل يواعدنا بقرب استلامنا لأسطوانة الغاز، ولسان حاله تعالوا بعد يومين، تعالوا بعد أربعة أيام، وتمضي الأسابيع، ونحن بدون غاز، لتلجأ النساء للفحم وللحطب وللشقاء.

طوابير طويلة لسيارات واقفة أمام محطات البترول بعضها يتم دفعها لتصل إليها، هذا اذا وصلت إلى الترمبه لتشرب وتروي عطشها، وهناك شوارع مغلقة في العاصمة صنعاء وتشهد ازدحاما شديدا بسبب المساربة على البترول ونهاية كل سرب عند المحطة التالية، أي أن شوارع صنعاء كلها طوابير سيارات مساربة.

والكهرباء انعدمت لنعود للعيش في الظلام، وماء قطع عنا، ووصلت أسعار وايتات الماء لحدود 12 ألف ريال و15 ألف ريال لنعود للمساربة أمام خزانات مياه فاعلي الخير في الأزقة والشوارع.

يطالبون برفع الحصار عن السفن وحصارهم أشد وألعن.

هي سفن تخصهم وتخص تجارهم، فإما تطلقونها أو يحصارون الناس ويقطعون عليهم كل شيء.

المواد الغذائية، الخضار، الفواكه، اللحوم، الأسماك، ارتفعت وبلغت أسعارا قياسية، والسبب يقولون انعدام المشتقات النفطية!

تقطعت بنا سبل الحياة، فهم في الرخاء، ونحن من يعيش ويلات احتجاز السفن.

أطلقوا السفن لأجلنا، لأجل شعب مغلوب على أمرهم، لأننا نحن من يعاني وليس هم.

رواتبنا في بطونهم، مساعدات أممية في بطونهم، لم يتركوا لنا شيئاً.

مطالبتهم لإطلاق السفن ليس من أجل رفع معاناة شعب، إنما من أجل فتح باب تجارتهم.

أما هم، فهم باستطاعهم توفير الكثير، لرفع معاناتنا، لكنهم جماعة متعطشة للموت والإذلال ولقهر هذا الشعب.

نطالبكم بالرأفة بنا، بالرحمة بنا، برفع المعاناة عنا.

لقد تعرقلت كل شؤون حياتنا، تخرج إلى الشارع للذهاب إلى عملك أو تسعف أحداً من أسرتك، تنتظر طويلا حتى يأتي الباص، وما إن يأتي يتقافز عليه العشرات ويتكدس بداخل ذاك الباص عشرات العشرات وكل يقول مابش باصات، سهل المفاسحة في القلوب.