جلال محمد
تحرك الشارع العربي يربك نظام الملالي وذراعه في اليمن
ما يجري في العراق ولبنان من أوضاع مضطربة ومتأزمة على إثر التظاهرات العارمة الاخيرة فيهما، جعلت الذيل الإيراني في اليمن يتوجس خيفة ويشدد من قبضته الأمنية الكهنوتية في المناطق الواقع تحت سيطرته خصوصاً وأنه فاق أدوات إيران في العراق ولبنان، بنهبه لمقدرات اليمن ومرتبات اليمنيين والزج بهم في أتون حرب عبثيه انتقامية من اليمنيين أولاً وأخيراً.
كما أن تلك الأحداث لا يبدو أنها تبشر بالخير لنظام الفاشية الدينية في طهران، الذي يحاول وبکل ما في وسعه من إمکانيات لتأمين بدائل مناسبة له في حال حدوث متغيرات غير عادية خصوصاً وأن السخط والسياق العام لانتفاضة الشعبين العراقي واللبناني والتظاهرات العارمة الحاصلة في البلدين تشير وبکل وضوح إلى رفض نفوذ ودور النظام الايراني على هذين البلدين والآثار والتداعيات السلبية له.
ما تعرضت له مخططات ومؤامرات هذا النظام ضد دول وشعوب المنطقة من انكشاف وفضح تزامنت مع تفاقم مشاکل النظام الإيراني وأزماته على مختلف الاصعدة وخصوصا الاقتصادي، فعلى الصعيد الداخلي بات الوضع أشبه ما يکون ببرميل بارود ينتظر لحظة الانفجار المهيب، وهذا يعطي أکثر من دليل ومؤشر على أن النظام قد وصل فعلا إلى طريق مسدود ولم يعد بوسعه اللعب على الحبال وخداع الشعب الإيراني وشعوب المنطقة خصوصاً ممن كان يعدها باتت في خانته وحتى العالم لم يعد أحد ينخدع بشعاراته البراقة في ظاهرها والمزيفة والکاذبة والعدوانية والشريرة في جوهرها وحقيقتها.
إن حالة الإرباك الذي تعاني منه دوائر المخابرات والسياسة الخارجية والحرس الثوري في إيران، انعكست بشكل واضح على أذرعهم في المنطقة من خلال التشنج والاستفزاز الواضح في خطاب حسن نصر الله وما ارتكبته مليشيات الحشد في العراق أيضاً ضد المحتجين، وما تعانيه جماعة الحوثي في اليمن من حالة شك وريبة خلقت صراعاً وتخويناً بين نافذي الجماعة.
كل ذلك يؤكد حقيقة المخاوف الاستثنائية لنظام الملالي الإرهابي، وخشيته من حدوث أي تغيير في العراق ولبنان، کون ذلك يعتبر بمثابة البداية العملية والحتمية للتغيير في إيران نفسها والذي لن يتم أبداً من دون إسقاط هذا النظام وإسدال الستار تماماً على تلك المرحلة المظلمة التي حجبت إيران منذ أربعة عقود عن العالم والحضارة.