في مطلع 2014 قيل إن الشهيد صالح، وبعد لقائه ببعض من أعضاء اللجنة الرئاسية التي شكلها هادي للنزول إلى صعدة للوقوف على أحداث دماج ومن ثم الخمري وحوث ودنان، عرض عليهم مقترحاً حول إشراك (الحوثيين) في حكومة باسندوة، حيث يتنازل المؤتمر وحلفاؤه عن وزارة أو اثنتين، وكذلك يفعل المشترك وشركاؤه ويتم منحهما للحوثيين، ما دام وهم مكون سياسي مشارك في الحوار الوطني ودرءًا لأي فتنة خصوصاً وأنه يعلم بأن ما يحدث سببه الرغبة في الحصول على تمثيل سياسي في الحكومة أولاً.
إلا أن المشترك وتحديداً الإصلاح رفض أي تنازل أو تمثيل للحوثيين في حكومة باسندوة بحجة أنهم -أي الحوثيين- ليسوا موقعين أو معترفين بالمبادرة الخليجية، وتحول الإصلاح وإعلامه وناشطوه إلى بوق كبير للتحريض والاستعداء للحوثيين والزعيم الراحل علي صالح.
وبعد استشهاد القشيبي ودخول الحوثة إلى صنعاء تم توقيع اتفاق السلم والشراكة، إلا أن الواقع كشف جشع الحوثيين ورغبتهم في ابتلاع الدولة، وكذلك العقلية الإقصائية التي يمتاز بها الإصلاح والتي من خلالها ظل يحرض ضد الاتفاق وضد كل الأطراف، حتى فر الإصلاح من صنعاء وترك الدولة الحقيقية واستعاض عنها بدولة فندقية ترضي شبقه للسلطة.
اليوم يتكرر الأمر مع اتفاق الرياض، بين الإخوان (الشرعية) والمجلس الانتقالي، فبرغم قبول المجلس الانتقالي بحقيبتين وزاريتين فقط، وقبوله بعودة الحكومة بما فيها الإصلاح إلى عدن، يصر الإصلاح على رفض الاتفاق، ويوعز لإعلامييه وناشطيه وشخصيات مقربة منه ومن الشرعية لرفض الاتفاق ومهاجمته، ومهاجمة الدول الراعية له، وكل ذلك من منطلق روح الإقصاء وحب الاستحواذ الذي يتملك الإصلاح والإصلاحيين، ومع استمرار حركة التنصل من الاتفاق قبل توقيعة ورغبة الإخوان في تفجير الموقف عسكرياً وحرف بوصلة القتال من الشمال ضد الحوثي لاستعادة العاصمة صنعاء والدولة، إلى المحافظات الجنوبية لاستعادة الاستحواذ والثروة والنفوذ، ويطهر ذلك بوضوح من خلال الخطاب الإعلامي للإصلاح، والاحتشاد الإخواني في يوم الجمعة في تعز، وكذلك ذبابهم الالكتروني في منصات التواصل الاجتماعي الذين تم تسخيرهم لمهاجمة الإمارات والانتقالي وقوات حراس الجمهورية، ومهاجمة السعودية على خلفية اتفاق الرياض.
مؤمن جداً بأن الإصلاح سيفقد الجنوب أو أي تواجد فيه، وسيفقد القبول من أي مكون سياسي مستقبلاً، وسيفقد الدعم السعودي له، وكما خسر صنعاء سيخسر عدن، وكما فر من الشمال سيفر من الجنوب، وسيظل الدبور يلاحقهم أينما حلوا، ولعلها دعوة الشعب تلاحق هذا الحزب وقياداته، وكما يردد الشعب (الإصلاح لا أصلح الله لهم حال).