فتحي الباشا

فتحي الباشا

تابعنى على

ثورتا العراق ولبنان تقطعان شرايين النفوذ الإيراني

Wednesday 06 November 2019 الساعة 02:57 pm

‏إذا لم يكن ما يحدث في العراق هي الثورة الشعبية فما هي إذاً؟

هل هي تلك القطعان الحزبية الممولة والمشاهد التمثيلية التي تم إدارتها من غرف المخابرات في فوضى الربيع العبري 2011.. أم أنها الظواهر الإعلامية التي تصنعها قنوات فضائية والسوشل ميديا وتنتهي لزوبعة في فنجان؟!

‏في بغداد البصرة كربلاء وكل مدن العراق، آلاف الشباب من كل الطوائف يسكبون دماءهم كل يوم في أطهر ثورة تشهدها المنطقة إن لم تكن بتاريخ البشرية.

بعيداً عن عدسات الإعلام والاعيب الأمم ودهاليز الساسة والسياسة، ثورة شعبية خالصة، أعادت العراق لموقعه وطوت سنوات من التجريف والهيمنة والاحتلال الإيراني.

‏سقط المشروع الإيراني في ‎العراق سقوطا مدويا، رغم التداخل الجغرافي بشريط حدودي 1500 كم، والسكاني والطائفي وهيمنة المرجعية الدينية وتسريح الجيش، و30 عاما من سياسات تدمير الدولة ومسخ وتجريف الهوية والتغيير الديمغرافي، و15 عاما من السطو على السلطة والثروة والقرار العراقي.

‏وإذا كانت إيران قد فقدت عاصمتها الأولى بغداد، وفي الطريق لفقدان بيروت رغم مقومات السيطرة والتغلغل والديمومة.. فما هو الداعي لاستمرارها في صنعاء اليمن وهي في محيط "سني، عربي"، وليس لها فيها حاضن سياسي ولا شعبي ومبررات الثورة والغضب الشعبي أكثر وجاهة من العراق ولبنان؟

وفي لبنان باستقالة سعد الحريري ينضم للانتفاضة الشعبية، وينقلب على محاولات استهلاك سمعته والطيف السياسي الذي يمثله ورصيد أسرته الوطني، وإقحامه في معركة خاسرة ليس له فيها ناقة ولا جمل.

هذه الاستقالة تضع لبنان أمام معادلة سياسية جديدة.. وتعيد الأوضاع لمسارها الطبيعي، ويصبح حزب الله في مواجهة الشعب اللبناني.

وتأتي هذه الاستقالة بعد أن كان حسن نصرالله ظهر ب‏خطاب قلق ومرتبك أطل به لكيل الاتهامات على اللبنانيين الذين ثاروا في وجه الفساد السياسي والمالي وبحثا عن رغيف العيش.

ولوح في ذات الخطاب بالقوة وورقة الحرب الأهلية ليكشف عن ارتباك الحزب وانقسام الطائفة الشيعية حول الثورة اللبنانية، فضلا عن كونه أكد محاولة النظام الإيراني الإطاحة بالديمقراطية التوافقية في لبنان، وأن حسن نصرالله هو الحاكم الفعلي في بيروت.

في حين جاءت ‏مطالبة حسن نصرالله بقيادة للانتفاضة، لتناقض كل ما حكاه عن مؤامرة دولية ضد ما يسميه محور المقاومة، وتأكيداً على شعبية وعفوية الاحتجاجات وعدم وقوف طرف سياسي داخلي أو خارجي خلفها.

كما أنها كشفت عن مخطط إيراني لاحتواء وإفساد وتركيع تلك القيادات (إن وجدت) كما حصل وزعماء الطوائف اللبنانيين.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك