من يعش في العاصمة صنعاء أو مناطق سيطرة المليشيات الحوثية سيدرك حجم الخوف والهلع الذي تعيشه المليشيات كلما اقترب موعد ذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر التي قادها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد كهنوتهم، ودفع حياته وحياة رفيقه عارف الزوكا وعدد آخر من الشهداء ثمناً لتلك الانتفاضة.
إن ذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر باتت تمثل كابوساً لمليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بالنظر إلى كونها أول عمل وطني مقاوم ينطلق ضد المليشيات في قلب العاصمة صنعاء وفي أقوى منطقة تفرض فيها سيطرتها وتواجدها المليشياوي والقيادي، ولذلك يسارعون كل عام إلى ابتداع قضايا يحاولون بها يائسين نشر المزاعم والاتهامات عن الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، ومحاولة تشويه تلك الانتفاضة بأي أسلوب وبكل شكل خوفا منهم من أن تتكرر تلك الانتفاضة مرة أخرى.
وعلى الرغم من مرور عامين على انتفاضة ديسمبر إلا أن رعب تلك الانتفاضة يتجدد كل عام مع ذكراها في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات، وهنا يكمن سر أهمية وعظمة تلك الانتفاضة التي زعزعت أسطورة السيطرة بالقوة التي تحاول المليشيا بثها في قلوب الناس وإرهابهم لكي لا يثوروا أو يقاوموا مشروعها المذهبي والطائفي والكهنوتي.
على هامش إحدى الفعاليات كان أحد القيادات الحوثية يتحدث إلى صديق له عن انتفاضة ديسمبر وتخوفهم من تكرارها، فقال إن خطورة انتفاضة صالح ضدهم في العاصمة صنعاء تشبه إلى حد كبير ثورة 48 ضد الحكم الإمامي، حيث مثلت تلك الثورة المسمار الأول والأهم والأخطر في نعش الإمامة الذي لم يقو بعدها على الصمود لينتهي بثورة 26 سبتمبر التي اقتلعته تماماً، ولذلك فقيادات الحوثي تدرك كثيرا أن قوة ورمزية انتفاضة ديسبمر تكمن في أنها انطلقت في العاصمة صنعاء وهي رمزية لا يتخوف الحوثيون من شيء مثلما يتخوفون من أن تثور ضدهم في صنعاء، كما أنها كسرت حاجز الخوف لدى الناس وأثبتت أن بإمكانهم أن يقودوا في أي وقت ثورة ضد المليشيات وحكمها المذهبي العنصري، فضلا عن كونها أكدت هشاشة نظام الكهنوت الحوثي القائم على قوة السلاح والعنف والترهيب والتخويف والتخوين والقمع، وكلها عوامل وإن بدت مظاهر قوة إلا أنها في الوقت نفسه مكامن ضعف وخوف وهلع ستظل تعيشه المليشيات الحوثية كلما ذكرت انتفاضة ديسمبر وقائدها العظيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفاقه الشهداء ومن يتبنون اليوم نهجه في مقارعة مليشيات الحوثي ومشروعها الكهنوتي الذي دمر اليمن وأعاده قروناً إلى التخلف.