نجمة الصالح

نجمة الصالح

انتفاضة ديسمبر ومخاوف مليشيا الحوثي

Tuesday 03 December 2019 الساعة 07:03 am

خوف الحوثيين من انتفاضة مواكبة لانتفاضة العراق ولبنان بمناسبة الذكرى الثانية ل 2 ديسمبر، عجل بهم إلى اختراع كشف تفاصيل ما أسموها معلومات جديدة عن مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي.

وما أعلنت عنه مليشيات الحوثي ليس بجديد على المواطن اليمني، فمنذ 2011 ونحن نسمع بين الحين والآخر قصصا ملفقة كل على هواه يروي تفاصيل مقتل الحمدي، من قبل أطراف يمكن وصفها ب"رفقاء ساحة 2011" ويجمعها حقدها الدفين ضد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح.

تلك الأطراف هي نفسها إلى اليوم من يقوم بتأليف قصص أخرى عن مقتل الحمدي، اللهم إنهم في تطور كبير من الخيال الإبداعي التأليفي، وكل حسب ثقافته.

رواية الحوثي ورواية قناة الجزيزة لم تؤثر على فكر أبناء الشعب رغم أن كلاهما اتهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح مباشرة في قتله إلا أن الناس لم تعر هذا الموضوع أي اهتمام.

وإذا عدنا إلى التفكير لماذا هذا التوقيت بالذات خرجت جماعة الحوثي بهذة القصة؟ أي قبل أيام قليلة من الذكرى الثانية لانتفاضة 2 ديسمبر وهذه السنة بالذات وليست مثلا السنة الماضية في نفس التوقيت، لادركنا أن السبب هو أن جماعة الحوثي تحس أن الأرض من تحتها تهتز خاصة مع اندلاع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الواسعة والعنيفة في كل من العراق ولبنان الرافضة للتواجد والنفوذ الإيراني.

لهذا أوعزت جماعة الحوثي لأباطرتها في التأليف والتزييف وتحريف الحقائق، للخروج بهذه الروايات المزعومة والفيلم المتناقض في كل فقراته.

لكن السؤال الأهم هل هذه الروايات المزعومة وما روجوه من وثائق مزورة أثرت في الناس؟

بالتأكيد لا، فالناس منشغلون بالبحث عن لقمة خبز تسد جوعهم، وهم يدركون حقيقة الأهداف المغرضة لمن أعد تلك الروايات ومن يذرفون دموع التماسيح على دم الشهيد الحمدي.

ولسان حال المواطنين يقول: فما أهمية معرفتنا بقاتل الحمدي اليوم بعد مضي أكثر من أربعين سنة ونحن غارقون في جحيم الحرب وكوارث الفقر والجوع والمرض؟ وممن صدرت هذه الروايات والوثائق أليس من جماعة كهنوتية استبدادية يعرف الشعب أنها قتلت الآلاف وتسببت بإصابة وموت عشرات الآلاف بالقصف والأوبئة والأمراض الفتاكة وجعلت المجاعة تفتك بالملايين من اليمنيين.

فلا يمكن لقاتل ارتكب أبشع جرائم القتل والتعذيب والتنكيل بحق ملايين اليمنيين واغتال رمز اليمن ووحدتها الشهيد علي عبدالله صالح أن يتحول فجأة إلى قاض عادل ونزيه ويحقق بمصداقية في جريمة قتل رئيس جمهورية.. ففاقد الشيء لا يعطية.. فكيف نصدق جماعة تكشف عن قاتل شخص وهي متهمة بقتل الآلاف وما زالت تقتل الآلاف؟!

والحقيقة التي حاولت ميليشيات الكهنوت الإمامية إخفاءها أن ما دفعها لهذه الروايات المزعومة هو مساعيها تشويه سمعة الرئيس الصالح الذي غدرت به قبل عامين لكنها على يقين أنه ما زال مخلدا في ذاكرة اليمنيين وتخشى تجدد انتفاضة 2 ديسمبر في الذكرى الثانية لانطلاقتها من قبل زعيم أحبه شعبه وما زال صدى صوته ودعواته للانتفاضة ضد كهنوت العصر يتردد في مسامع اليمنيين.

ومع اتساع عاصفة الانتفاضات الشعبية التي تخلع النفوذ الإيراني من كل من العراق ولبنان واقترابها من وكر النظام في طهران، فقدت المليشيات الحوثية عقلها لدرجة أنها قامت بزرع جواسيسها في كل مكان في مناطق سيطرتها حتى في مقايل النساء تزرع زينبياتها لتعرف ماذا ستقوم به النساء؟ خاصة وأن أكثر من خرج للشارع لأجل الزعيم صالح بعد استشهاده كانت من سيدات اليمن.

ستظل ذكرى الثاني من ديسمبر تطارد المليشيات الحوثية ولن يطول صبر الشعب عنها وسينتفض ضدها وهي تعي ذلك وما نراه من تعسفات واعتقالات تقوم بها هذه المليشيات إنما هو دليل ما تعيشه الميليشيا من توجس وخوف وقلق وشعورها بأن لعنات اليمنيين وشبح الثاني من ديسمبر يطاردها في كل حين، لهذا تسعى بكل الوسائل والطرق تأخير نهايتها ومصيرها المحتوم.